سمسار"، والأول أولى، وللثاني أيضًا وجه، وهو أن يكون كتب عَلَى لغة ربيعة، حيث إنهم يقفون عَلَى المنصوب المنون بالسكون، كالمرفوع، والمجرور، أو أنَّ "يكون" عملت فِي ضمير الشأن، وجملة "له سمسار" خبرها.
و"السمسار" -بمهملتين، الأولى مكسورة: قَالَ فِي "الفتح": هو فِي الأصل: القيّم بالأمر، والحافظ له، ثم استُعمل فِي متولّي البيع والشراء لغيره. انتهى. وَقَالَ فِي "اللسان": السمسار الذي يبيع البرّ للناس. وَقَالَ الليث: السمسار: فارسيّة معرّبة، والجمع السماسرة. قَالَ: وقيل: السمسار: القيّم بالأمر الحافظ له، وهو فِي البيع اسم للذي يدخل بين البائع والمشتري، متوسّطًا لإمضاء البيع. قَالَ: والسمسرة البيع والشراء. انتهى باختصار ٤/ ٣٨٠ - ٣٨١.
وفي هَذَا التفسير تعقب عَلَى منْ فسّر قوله: "لا يبيع حاضر لباد" بأن المراد نهي الحاضر أن يبيع للبادي فِي زمن الغلاء شيئًا يحتاج إليه أهل البلد، وهو مذكور فِي كتب الحنفيّة. أفاده فِي "الفتح" ٥/ ١١٠.
مسألتان تتعلّقان بهذا الْحَدِيث:
(المسألة الأولى): فِي درجته:
حديث ابن عباس رضي الله تعالى عنهما هَذَا متَّفقٌ عليه.
(المسألة الثانية): فِي بيان مواضع ذكر المصنّف له، وفيمن أخرجه معه:
أخرجه هنا -١٨/ ٤٥٠٢ - وفي "الكبرى" ١٧/ ٦٠٩١. وأخرجه (خ) فِي "البيوع" ٢١٥٨ و٢١٦٣ و"الإجارة" ٢٢٧٤ (م) فِي "البيوع" ١٥٢١ (د) فِي "البيوع" ٣٤٣٩ (ق) فِي "التجارات" ٢١٧٧ (أحمد) فِي "مسند بني هاشم" ٣٤٧٢. وفوائد الْحَدِيث تقدّمت. والله تعالى أعلم بالصواب، وإليه المرجع والمآب، وهو حسبنا، ونعم الوكيل.
٤٥٠٣ - (أَخْبَرَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ الْحَسَنِ، قَالَ: حَدَّثَنَا حَجَّاجُ بْنُ مُحَمَّدٍ، قَالَ: أَنْبَأَنَا ابْنُ جُرَيْجٍ، قَالَ: أَنْبَأَنَا هِشَامُ بْنُ حَسَّانَ الْقُرْدُوسِيُّ، أَنَّهُ سَمِعَ ابْنَ سِيرِينَ، يَقُولُ: سَمِعْتُ أَبَا هُرَيْرَةَ، يَقُولُ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم-: "لَا تَلَقُّوا الْجَلَبَ، فَمَنْ تَلَقَّاهُ، فَاشْتَرَى مِنْهُ، فَإِذَا أَتَى سَيِّدُهُ السُّوقَ، فَهُوَ بِالْخِيَارِ").
قَالَ الجامع عفا الله تعالى عنه: هَذَا الإسناد إلى ابن جريج، سبق فِي الباب الماضي. و"هِشَامُ بْنُ حَسَّانَ الْقُرْدُوسِيُّ": هو الأزدي، أبو عبد الله البصريّ، ثقة، منْ أثبت النَّاس فِي ابن سيرين، وفي روايته عن الحسن، وعطاء مقالٌ؛ لأنه قيل: كَانَ يرسل عنهما [٦] ١٨٨/ ٣٠٠.
[تنبيه]: "القردوسيّ": بضم القاف والدال، وإسكان الراء بينهما: منسوب إلى