للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

ولا أخبرني، وله أن يعمل به، وأن يرويه قائلا: قرات عليه، أو قرىء عليه، وهو يسمع، وصححه الغزالي، والآمدي، وحكاه عن المتكلمين، وحكى تجويز ذلك عن الفقهاء والمحدثين، وحكاه الحاكم عن الأئمة الأربعة، وصححه ابن الحاجب، وَقَالَ الزركشي: يشترط أن يكون سكوته، لا عن غفلة، أو إكراه، وفيه نظر. ولو أشار الشيخ برأسه، أو أصبعه للإقرار، ولم يتلفظ، فجزم فِي المحصول، بأنه لا يقول: حدثني، ولا أخبرني، قَالَ العراقي: وفيه نظر. انتهى.

وإلى هَذَا أشار السيوطي رحمه الله تعالى فِي "ألفية الْحَدِيث" بقوله:

إِذَا قُرِي وَلَمْ يُقِرَّ الْمُسْمَعُ … لَفْظًا كَفَى وَقِيلَ لَيْسَ يَنْفَعُ

ثَالِثُهَا يَعْمَلُ أَوْ يَرْوِيهِ … بِقَدْ قَرَأْتُ أَوْ قُرِي عَلَيْهِ

وقوله: "تلقّي الجلب": هو بفتحتين فَعَلٌ، بمعنى مفعول: وهو ما تجلُبُه منْ بلد إلى بلد. قاله الفيّوميّ. وَقَالَ فِي "القاموس": جلبه يجلبه، منْ بأبي ضرب، ونصر، جَلْبًا -بالسكون-، وجَلَبًا -بفتحتين- واجتلبه: ساقه منْ موضع إلى آخر، فجلب هو، وانجلب. انتهى بإيضاح.

فعلم منْ هَذَا أن الجلب هنا بفتحتين، فقول السنديّ فِي "شرحه": هو بفتح اللام، وسكونها، لا وجه له؛ لأن جواز الوجهين فِي المصدر، لا فِي الجلب بمعنى المجلوب. فتنبّه. والحديث سبق تخريجه فِي الذي قبله. والله تعالى أعلم بالصواب، وإليه المرجع والمآب، وهو حسبنا، ونعم الوكيل.

٤٥٠٢ - (أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ رَافِعٍ، قَالَ: أَنْبَأَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، قَالَ: أَنْبَأَنَا مَعْمَرٌ، عَنِ ابْنِ طَاوُسٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: "نَهَى رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم-، أَنْ يُتَلَقَّى الرُّكْبَانُ، وَأَنْ يَبِيعَ حَاضِرٌ لِبَادٍ"، قُلْتُ لاِبْنِ عَبَّاسٍ: مَا قَوْلُهُ حَاضِرٌ لِبَادٍ؟ قَالَ: لَا يَكُونُ لَهُ سِمْسَارًا).

قَالَ الجامع عفا الله تعالى عنه: رجال هَذَا الإسناد كلهم رجال الصحيح، وتقدموا غير مرّة.

و"عبد الرزاق": هو ابن همّام الصنعانيّ. و"معمر": هو ابن راشد. و"ابن طاوس": هو عبد الله. والسند مسلسل باليمنيين، غير شيخه، فنيسابوريّ، وفيه رواية الابن عن أبيه، وفيه ابن عبّاس رضي الله تعالى عنهما، حبر الأمة، وبحرها، وأحد المكثرين السبعة، وأحد العبادلة الأربعة. والله تعالى أعلم.

وقوله: (أَنْ يُتَلَقَّى الرُّكْبَانُ) ببناء الفعل للمفعول. وقوله: "مَا قَوْلُهُ حَاضِرٌ لِبَادٍ؟ ": أي ما المراد بقوله -صلى الله عليه وسلم-: "لا يبيع حاضر لباد؟. وقوله: "لَا يَكُونُ لَهُ سِمْسَارًا" هكذا فِي النسخة الهندية بالنصب، خبرًا لـ"يكون"، ووقع فِي النسخ المطبوعة، و"الكبرى"