ومنها: أن الجماعة اتفقوا على تخريج أحاديثهم إلا شيخ المصنف فلم يخرج له البخاري، وأخرج له أبو داود في القدر.
ومنها: أن فيه رواية تابعي عن تابعي، جامع عن حمران.
شرح الحديث
(عن جامع بن شداد) بفتح الشين وتشديد الدال المهملة، أنه (قال: سمعت حمران) بضم الحاء المهملة، وسكون الميم (ابن أبان) تقدم أن الأكثرين على صرفه فوزنه فَعَال، وبعضهم يمنعه من الصرف للعلمية ووزن الفعل (أخبر أبا بُرْدَة) بن أبي موسى الأشعري قيل اسمه عامر، وقيل الحارث، ثقة من الثالثة، مات سنة ١٠٤، وقيل قبلها، وقد جاوز الثمانين، وجملة أخبر حال من حمران على تقدير "قد" عند البصريين (في المسجد) أي مسجد البصرة، لما عند أحمد في المسند قال: حدثنا هاشم حدثنا شعبة، قال: أخبرني أبو صخرة جامع بن شداد، قال: سمعت حمران بن أبان يحدث أبا بردة في مسجد البصرة، وأنا قائم معه، أنه سمع عثمان بن عفان رضي الله عنه يحدث عن النبي - صلى الله عليه وسلم - أنه قال .. الحديث (أنه) أي حمران (سمع عثمان) رضي الله عنه (يحدث عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم -) جملة حالية من "عثمان"(يقول:) جملة حالية من رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أي حال كون النبي - صلى الله عليه وسلم - قائلا (من) شرطية، أو موصولة (أتم الوضوء كما أمره الله عز وجل) أي أمر إيجاب، لما عند مسلم قال:"ما من مسلم يتطهر فيتم الطهور الذي كتب الله عليه" … الحديث. قال النووي: هذه الرواية فيها فائدة نفيسة، وهي قوله - صلى الله عليه وسلم -: "الطهور الذي كتبه الله عليه" فإنه دال على أن من اقتصر في وضوئه على طهارة الأعضاء الواجبة، وترك السنن والمستحبات كانت هذه الفضيلة حاصلة له وإن كان من أتى بالسنن أكمل وأشد تكفيرا. والله أعلم. اهـ كلام النووي في شرح مسلم ج ٣ ص ١١٦. وهو كلام نفيس (فالصلوات الخمس كفارات لما بينهن) أي لما عمل من الذنوب. والجملة جواب "من"