جحش الأسدي، ابن أخي زينب بنت جحش، أم المؤمنين، وحكى الواقدي: أن أبا سفيان، كَانَ مولى لبني عبد الأشهل، وكان يجالس عبد الله بن أبي أحمد، فنسب إليه. انتهى.
٧ - (أبو هريرة) رضي الله تعالى عنه ٦/ ٦. والله تعالى أعلم.
لطائف هَذَا الإسناد:
(منها): أنه منْ سداسيات المصنّف رحمه الله تعالى. (ومنها): أن رجاله كلهم رجال الصحيح. (ومنها): أنه مسلسل بثقات المدنيين منْ مالك، و"إسحاق" مروزيّ، و"يعقوب" بغداديّ، و"عبد الرحمن" بصريّ. (ومنها): أن فيه يعقوب شيخه هو أحد مشايخ أصحاب الكتب الستة الذين رووا عنهم بدون واسطة، وهم تسعة، وَقَدْ تقدّموا غير مرّة، وفيه أبو هريرة -رضي الله عنه- رأس المكثرين منْ الرواية. والله تعالى أعلم.
[تنبيه]: ذكر ابن التين تبعًا لغيره، أن داود بن الحصين تفرد بهذا الإسناد، قَالَ: وما رواه عنه إلا مالك بن أنس. قاله فِي "الفتح" ٥/ ١٣١ - ١٣٢. والله تعالى أعلم.
شرح الْحَدِيث
(عَنْ أَبِى هُرَيْرَةَ) رضي الله تعالى عنه (أَنَّ النَّبِىَّ -صلى الله عليه وسلم-، رَخَّصَ) بتشديد الخاء المعجمة، منْ الترخيص، ويقال فيه أرخص، والترخيص: هو التيسير، والتسهيل (فِي الْعَرَايَا) جمع عريّة، بتشديد التحتانيّة، كعطيّة وعطايا، وهديّة، وهدايا، مشتقّة منْ التعرّي، وهو التجرّد؛ لأنها عُرّيت عن حكم باقي البستان، قَالَ الأزهريّ: هي فَعيلة بمعنى فاعلة. وَقَالَ الهرويّ وغيره: فعيلة بمعنى مفعولة، منْ عراه يعروه: إذا أتاه، وتردّد إليه؛ لأن صاحبها يتردّد إليها. وقيل: سمّيت بذلك؛ لتخلّي صاحبها الأول عنها منْ بين سائر نخله. وقيل: غير ذلك. قاله النوويّ فِي "شرح مسلم" ١٠/ ٤٢٩. وَقَدْ تقدّم البحث عنها فيما سبق بأتمّ منْ هَذَا.
والمعنى: أنه رخّص فِي بيع ثمر العرايا؛ لأن العريّة هي النخلة، كما تقدّم، فالكلام عَلَى حذف مضاف، وقوله (أَنْ تُبَاعَ) فِي تأويل المصدر بدل منْ "العرايا"(بِخِرْصِهَا) المشهور فِي كتب اللغة أنه بكسر، فسكون: اسم بمعنى المخروص: أي القدر الذي يُعرف بالتخمين، وأما بفتح، فسكون: فهو مصدرٌ بمعنى التخمين. قَالَ فِي "النهاية" ٢/ ٢٢ - ٢٣: خَرَصَ النخلة، والكرمة يخرُصها خَرْصًا أي منْ باب نصر-: إذا حَزَرَ ما عليها تمرًا، ومن العنب زبيبًا، فهو منْ الخرص: أي الظنّ؛ لأن الْحَزْرَ إنما هو تقدير بظنّ، والاسم الْخِرْصُ بالكسر، يقال: كم خِرْصُ أرضك؟ وفاعل ذلك الخارص. انتهى.