للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

لطائف هَذَا الإسناد:

(منها): أنه منْ خماسيات المصنّف رحمه الله تعالى. (ومنها): أن رجاله كلهم رجال الصحيح. (ومنها): أن فيه رواية تابعيّ عن تابعيّ، وفيه ابن عباس رضي الله تعالى عنهما أحد العبادلة الأربعة، والمكثرين السبعة. والله تعالى أعلم.

شرح الْحَدِيث

(عَن) عبد الرحمن (ابْنِ وَعْلَةَ الْمِصْرِيِّ، أَنَّهُ سَأَلَ ابْنَ عَبَّاسٍ) رضي الله تعالى عنهما (عَمَّا يُعْصَرُ مِنَ الْعِنَبِ؟) أي عن حكم الشراب الذي يُعصر منْ العنب، هل هو حلال، أم لا؟.

وفي رواية الإِمام أحمد رحمه الله تعالى فِي "مسنده" ١/ ٢٤٤ - منْ طريق فُليح بن سُليمان، عن زيد بن أسلم، عن عبد الرحمن بن وَعْلَة، قَالَ: سألت ابن عباس، فقلت: إنا بأرض لنا بها الكُرُوم، وإن أكثر غَلَّاتها الخمر، فَقَالَ: قدم رجل منْ دَوْس عَلَى رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، براوية خمر، أهداها له، فَقَالَ له رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "هل علمت أن الله حرمها بعدك، فأقبل صاحب الراوية، عَلَى إنسان معه فأمره، فَقَالَ النبيّ -صلى الله عليه وسلم-: "بماذا أمرته؟ قَالَ: ببيعها، قَالَ: "هل علمت أن الذي حرم شربها، حرم بيعها، وأكل ثمنها؟ قَالَ: فأمر بالمزادة، فأهريقت.

و١/ ٢٣٠ - منْ طريق محمد بن إسحاق، عن القعقاع بن حكيم، عن عبد الرحمن ابن وَعْلة، قَالَ: سألت ابن عباس، عن بيع الخمر، فَقَالَ: كَانَ لرسول الله -صلى الله عليه وسلم- صديق منْ ثقيف، أو منْ دوس، فلقيه بمكة عام الفتح براوية خمر، يُهدِيها إليه، فَقَالَ رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "يا أبا فلان أما علمت أن الله حرمها؟ " فأقبل الرجل عَلَى غلامه، فَقَالَ: اذهب فبعها، فَقَالَ رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "يا أبا فلان، بماذا أمرته؟ " قَالَ: أمرته أن يبيعها، قَالَ: "إن الذي حرم شربها حرم بيعها"، فأمر بها، فأفرغت فِي البطحاء.

و١/ ٣٢٣ - ٣٢٤ - منْ طريق عبد الرحمن بن إسحاق، عن زيد بن أسلم، عن ابن وعلة، عن ابن عباس: أن رجلا خرج والخمر حلال، فأهدى لرسول الله -صلى الله عليه وسلم- راوية خمر، فأقبل بها يقتادها عَلَى بعير، حَتَّى وجد رسول الله -صلى الله عليه وسلم- جالسا، فَقَالَ: "ما هَذَا معك؟ " قَالَ: راوية خمر أهديتها لك، الْحَدِيث، وفيه: قَالَ: فأمر بعَزَالي المزادة ففتحت، فخرجت فِي التراب، فنظرت إليها فِي البطحاء ما فيها شيء.

(قَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ) رضي الله تعالى عنهما (أَهْدَى رَجُلٌ) تقدّم فِي رواية أحمد المذكورة أنه رجل منْ دوس، وفي رواية: "كَانَ لرسول الله -صلى الله عليه وسلم- صديقٌ منْ ثقيف، أو منْ دوس"، وسيأتي فِي رواية أبي حنيفة أنه يكنى أبا عامر. والله تعالى أعلم (لِرَسُولِ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم-، رَاوِيَةَ