يقول: أيُّ شيء هذا الوضوء الذي يخالف صفة الوضوء التي كنا نراها منك قبل هذا. وكان أبوهريرة لا يتوضأ مثل هذا الوضوء إذا كان بين الناس، كما يدل عليه كلامه الآتي (فقال) أبو هريرة (يا بني فروخ) بفتح الفاء وتشديد الراء: قال النووي رحمه الله تعالى: قال صاحب كتاب العين: فروخ بلغنا أنه كان من ولد إبراهيم - صلى الله عليه وسلم - من ولد كان بعد إسماعيل، وإسحاق كثر نسله، ونما عدده، فولد العجم الذين هم في وسط البلاد قال القاضي عياض: أراد أبو هريرة هنا الموالي، وكان
خطابه لأبي حازم. اهـ شرح مسلم ج ٣ ص ١٤٠.
وفي "ق" وشرحه: وفروخ كتنور أخو إسماعيل، وإسحاق أبو العجم الذين هم في وسط البلاد، وهو فارسي، ومعناه السعيد طالعه، وقد تسقط واوه في الاستعمال، وهو غير منصرف للعجمة والعلمية.
اهـ بتغيير يسير. ج ٢ ص ٢٧٢.
(أنتم ههنا؟ لو علمت أنكم ها هنا ما توضأت هذا الوضوء) أي لئلا يعتقدوا أنه من واجبات الوضوء. قال القاضي عياض: أراد أبو هريرة بكلامه هذا أنه ينبغي لمن يُقتَدَى به إذا ترخص في أمر لضرورة، أو تشدد لوسوسة، أو لاعتقاده في ذلك مذهبا شذ به عن الناس أن لا يفعله بحضرة العامة الجهلة لئلا يترخصوا برخصته لغير ضرورة، أو يعتقدوا أن ما تشدد فيه هو الفرض اللازم اهـ. شرح مسلم. للنووي.
قال الجامع عفا الله عنه: في قول القاضي لوسوسة نظر لا يخفى لأنه ليس التشدد للوسوسة مشروعا به، بل الواجب على الإنسان أن لا يلتفت إلى الوسواس، ويبتعد عنه.
ثم قال أبو هريرة مبينا مستنده في هذا الوضوء (سمعت خليلي - صلى الله عليه وسلم -)