للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

أبيه، وعمه أبي أحمد، وَقَالَ فِي "الصحيح"، ويُرْوَى عن ابن عباس، وجرهد، ومحمد ابن جحش، عن النبيّ -صلى الله عليه وسلم-، قَالَ: "الفخذ عورة".

وَقَالَ ابن حبان: سمع النبيّ -صلى الله عليه وسلم-، وَقَالَ البخاريّ: له صحبة، وَقَالَ الزبير بن بكار: حدثنا أبو ضمرة، عن محمد بن أبي يحيى، حدثني أبو كثير، سمعت محمد بن عبد الله ابن جحش، وكانت له صحبة. وَقَالَ ابن عبد البرّ: هاجر مع أبيه وعمه إلى الحبشة، وكان مولده قبل الهجرة إلى المدينة، بخمس سنين قاله الواقدي.

علّق عنه البخاريّ، وأخرج له المصنّف، وابن ماجه، وله عند المصنّف فِي هَذَا الكتاب هَذَا الْحَدِيث فقط. والله تعالى أعلم.

لطائف هَذَا الإسناد:

(منها): أنه منْ خماسيات المصنّف رحمه الله تعالى. (ومنها): أن رجاله كلهم رجال الصحيح، غير أبي كثير، فإنه منْ أفراد المصنّف، ومحمد بن جحش، فإنه تفرد به هو وابن ماجه، وعلّق عنه البخاريّ. (ومنها): أنه مسلسل بالمدنيين، غير شيخه، فإنه مروزيّ. (ومنها): أن فيه رواية تابعيّ عن تابعيّ. والله تعالى أعلم.

شرح الْحَدِيث

(عَنْ مُحَمَّدِ) بن عبد الله (بْنِ جَحْشٍ) الأسديّ -رضي الله عنه-، أنه (قَالَ: كُنَّا جُلُوسًا) جمع جالس (عِنْدَ رَسُولِ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم-، فَرَفَعَ) -صلى الله عليه وسلم- (رَأْسَهُ إِلَى السَّمَاءِ، ثُمَّ وَضَعَ رَاحَتَهُ) هو بطن الكفّ، جمعه رَاحٌ، وراحاتٌ (عَلَى جَبْهَتِهِ، ثُمَّ قَالَ) -صلى الله عليه وسلم- (سُبْحَانَ اللَّهِ) تعجّبًا مما نزل (مَاذَا نُزِّلَ) "ما" استفهاميّة، و"نُزِّل" بتشديد الزاي، مبنيّا للمفعول، ويحتمل أن يكون بتخفيفها، مبنيّا للفاعل، والاستفهام للتعظيم، والتهويل (مِنَ التَّشْدِيدِ؟) بيان لـ"ما نُزِّلَ" (فَسَكَتْنَا) تأدّبًا معه -صلى الله عليه وسلم-، عملاً بقوله عَزَّ وَجَلَّ: {لَا تُقَدِّمُوا بَيْنَ يَدَيِ اللَّهِ وَرَسُولِهِ} الآية [الحجرات: ١] (وَفَزِعْنَا) بكسر الزاي، منْ باب تَعِب: أي خِفنا أن ينزل مكروه (فَلَمَّا كَانَ مِنَ الْغَدِ، سَأَلْتُهُ) -صلى الله عليه وسلم-، قائلاً (يَا رَسُولَ اللَّهِ، مَا هَذَا التَّشْدِيدُ الَّذِي نُزِّلَ؟) بالضبطين السابقين (فَقَالَ) -صلى الله عليه وسلم- (وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ) فيه إثبات اليد لله تعالى عَلَى ما يليق بجلاله (لَوْ أَنَّ رَجُلاً قُتِلَ) بالبناء للمفعول، وكذا الأفعال التي بعده (فِي سَبيلِ اللَّهِ) أي لإعلاء كلمة الله تعالى (ثُمَّ أُحْيِيَ، ثُمَّ قُتِلَ، ثُمَّ أُحْيِيَ، ثُمَّ قُتِلَ، وَعَلَيْهِ دَيْنٌ) جملة فِي محلّ نصب عَلَى الحال، منْ نائب الفاعل (مَا دَخَلَ) بالبناء للفاعل (الْجَنَّةَ، حَتَّى يُقْضَى عَنْهُ دَيْنُهُ) يحتمل أن يكون مبنيّا للفاعل، أي حَتَّى يقضي هو دينه بنفسه، بالقصاص الذي يقع فِي الآخرة، ويحتمل أن يكون مبنيّا للمفعول: أي حَتَّى يقضي أحد منْ ورثته، أو غيرهم دينه عنه،