للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

وهذا لا ينافي أن يحصل له رضا خصمه عنه فِي الدنيا، أو فِي الآخرة؛ لأنه فِي معنى القضاء. والله تعالى أعلم بالصواب، وإليه المرجع والمآب، وهو المستعان، وعليه التكلان.

مسألتان تتعلّقان بهذا الْحَدِيث:

(المسألة الأولى): فِي درجته:

حديث محمد بن جحش -رضي الله عنه- حسنٌ منْ أجل أبي كثير، كما سبق فِي ترجمته، وهو منْ أفراد المصنّف رحمه الله تعالى، أخرجه هنا -٩٨/ ٤٦٨٦ - وفي "الكبرى" ١٠٠/ ٦٢٨١. وأخرجه (أحمد) فِي "باقي مسند الأنصار" ٢١٩٨٧. والله تعالى أعلم.

(المسألة الثانية): فِي فوائده:

(منها): ما ترجم له المصنّف رحمه الله تعالى، وهو بيان تغليظ الوعيد فِي الدين. (ومنها): ما كَانَ عليه الصحابة -رضي الله عنهم- منْ التأدّب معه -صلى الله عليه وسلم-، عملاً بتأديب الله سبحانه وتعالى لهم، بقوله تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تُقَدِّمُوا بَيْنَ يَدَيِ اللَّهِ وَرَسُولِهِ} الآية [الحجرات: ١]. (ومنها): شدّة عناية الشارع بحقّ المؤمن، حيث شدّد الوعيد فيه، فينبغي للمسلم أن يتخلّص منْ هَذَا الخطر العظيم قبل أن يأتيه عذاب يوم أليم، وَقَدْ أخرج الإِمام مسلم رحمه الله تعالى فِي "صحيحه" منْ طريق إسماعيل بن جعفر، عن العلاء، عن أبيه، عن أبي هريرة -رضي الله عنه-، أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، قَالَ: "أتدرون ما المفلس؟، قالوا: المفلس فينا، منْ لا درهم له، ولا متاع، فَقَالَ: "إن المفلس منْ أمتي يأتي يوم القيامة، بصلاة، وصيام، وزكاة، ويأتي قد شتم هَذَا، وقذف هَذَا، وأكل مال هَذَا، وسفك دم هَذَا، وضرب هَذَا، فيُعطَى هَذَا منْ حسناته، وهذا منْ حسناته، فإن فَنِيَت حسناته، قبل أن يُقضَى ما عليه، أُخذ منْ خطاياهم، فطُرِحت عليه، ثم طرح فِي النار".

اللَّهم إن لك عليّ حقوقًا كثيرةً فيما بيني وبينك، وحقوقًا كثيرةً فيما بيني وبين خلقك، اللَّهمّ ما كَانَ لك منها، فاغفره لي، وما كَانَ منها لخلقك، فأرضهم عني بفضلك، وجودك، وكرمك، يا أكرم الأكرمين، ويا أرحم الراحمين، آمين. والله تعالى أعلم بالصواب، وإليه المرجع والمآب، وهو حسبنا، ونعم الوكيل.

٤٦٨٧ - (أَخْبَرَنَا مَحْمُودُ بْنُ غَيْلَانَ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، قَالَ: حَدَّثَنَا الثَّوْرِيُّ، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ الشَّعْبِيِّ، عَنْ سَمْعَانَ، عَنْ سَمُرَةَ، قَالَ: كُنَّا مَعَ النَّبِيِّ -صلى الله عليه وسلم-، فِي جَنَازَةٍ، فَقَالَ: "أَهَاهُنَا مِنْ بَنِي فُلَانٍ أَحَدٌ؟ "، ثَلَاثًا فَقَامَ رَجُلٌ، فَقَالَ لَهُ النَّبِيُّ -صلى الله عليه وسلم-: "مَا مَنَعَكَ فِي الْمَرَّتَيْنِ الأُولَيَيْنِ، أَنْ لَا تَكُونَ أَجَبْتَنِي؟ أَمَا إِنِّي لَمْ أُنَوِّهْ بِكَ، إِلاَّ بِخَيْرٍ، إِنَّ فُلَانًا -لِرَجُلٍ