روى عن ميمونة، وعنه زياد بن عمرو الجمَليّ. ذكره مسلم فِي الطبقة الثانية منْ أهل الكوفة، وذكره ابن حبّان فِي ثقات التابعين، وأخرج حديثه فِي "صحيحه"، وكذا الحاكم. وَقَالَ الذهبيّ: لا يعرف. وَقَالَ فِي "تهذيب التهذيب": عمران بن حذيفة أحد المجاهيل. انتهى. تفرّد به المصنّف، وابن ماجه بحديث الباب فقط.
٦ - (مَيْمُونَةُ) بنت الحارث الهلاليّة، أم المؤمنين رضي الله تعالى عنها، تزوّجها النبيّ -صلى الله عليه وسلم- بسَرِف سنة سبع، وماتت بها، ودفنت هناك سنة (٥١) عَلَى الصحيح. والله تعالى أعلم.
شرح الْحَدِيث
(عَنْ عِمْرَانَ بْنِ حُذَيْفَةَ) أنه (قَالَ: كَانَتْ مَيْمُونَةُ) بنت الحارث، أم المؤمنين رضي الله تعالى عنها (تَدَّانُ) بتشديد الدال، افتعال، منْ الدين، يقال: ادّان فلانٌ: إذا استقرض (وَتُكْثِرُ) بضمّ أوله، منْ الإكثار، أي كانت مكثرةً منْ الاستدانة، وذلك لتصل به رحمها، وتنفقه عَلَى المساكين، كما وصفتها بذلك عائشة رضي الله تعالى عنهما، فقد أخرج ابن سعد بسند صحيح، عن يزيد بن الأصمّ -وهو ابن أختها- قَالَ تلقّيت عائشة منْ مكة أنا، وابن لطلحة منْ أختها، وَقَدْ كنّا وقفنا عَلَى حائط منْ حيطان المدينة، فأصبنا منه، فبلغها ذلك، فأقبلت عَلَى ابن أختها تلومه، ثم أقبلت عليّ، فوعظتني موعظةً بليغةً، ثم قالت: أما علِمتَ أن الله ساقك، حيث جعلك منْ بيوت نبيّه -صلى الله عليه وسلم-، ذهبت والله ميمونة، ورمي بحبلك عَلَى غاربك، أما إنها كانت منْ أتقانا لله، وأوصلنا للرحم. ذكره فِي "الإصابة" ١٣/ ١٤٠.
(فَقَالَ لَهَا أهْلُهَا فِي ذَلِكَ) أي كلّموها فِي أن لا تُكثر منْ الدين (وَلَامُوهَا) أي عابوها (وَوَجَدُوا عَلَيْهَا) أي غضبوا عليها منْ أجل إكثارها الاستدانة، وفي الرواية التالية:"فقيل لها: يا أمّ المؤمنين، تستدينين، وليس عندك وفاء؟ "(فَقَالَتْ: لَا أَتْرُكُ الدَّيْنَ) أي الاستدانة، فالدين هنا عَلَى معناه المصدريّ (وَقَدْ سَمِعْتُ خَلِيلِي، وَصَفِيِّي، -صلى الله عليه وسلم-، يَقُولُ:"مَا مِنْ أَحَدٍ يَدَّانُ دَيْنًا) أي يستقرض، يقال: ادّان، واستدان، وأدان: إذا استقرض، وأخذ بدين، فادّان: افتعل، ومنه قول عمر -رضي الله عنه-: "فادّان مُعرِضًا": أي استدان، وهو الذي يَعترض النَّاس، ويستدين ممن أمكنه. ومنه قوله الآخر عن أُسيفع جُهينة، كما تقدّم: "فادّان مُعرِضًا": أي استدان معرضًا عن الوفاء. قاله فِي "اللسان" (فَعَلِمَ اللَّهُ أَنَّهُ يُرِيدُ قَضَاءَهُ) أي قضاء ذلك الدين (إِلَّا أَدَّاهُ اللَّهُ عَنْهُ فِي الدُّنْيَا) يعني أنه سبحانه وتعالى يسهّل له، ويُيسّر عليه أسباب قضائه، فيتخلّص منْ المؤاخذة به.