و"الواجد": -بالجيم-: الموسر (يُحِلُّ) بضمّ أوله، منْ الإحلال: أي يُبيح للدائن (عِرْضَهُ، وَعُقُوبَتَهُ") بالنصب فيهما عَلَى المفعوليّة، و"العِرْض": -بكسر، فسكون-: هو جانب الرجل الذي يصونه منْ نفسه، وحَسَبه أن يُنتَقَصَ، ويُثْلَبَ، أو سَوَاءٌ كَانَ فِي نفسه، أو سَلَفه، أو منْ يلزمه أمره، أو موضع المدح والذّمّ منه، أو ما يَفْتخِر به منْ حسَب وشَرَف، وَقَدْ يُراد به الآباء، والأجداد. قاله المجد فِي "القاموس".
والمعنى: أنه إذا مطل الغني عن قضاء دينه يحلّ للدائن أن يُغلّظ القول عليه، ويُشدّد فِي هتك عرضه، وحرمته، وكذا للقاضي أن يغلّظ عليه، ويحبسه تأديبًا له؛ لأنه ظالم، والظلم حرام، وإن قلّ. أفاده فِي "عون المعبود" ١٠/ ٥٦.
وَقَالَ أبو داود: قَالَ ابن المبارك: "يُحلّ عِرضه" يُغَلَّظ له، و"عقوبته" يُحبس له. انتهى. وَقَالَ النوويّ: قَالَ العلماء: يحلّ عرضه بأن يقول: ظلمني، مطلني، و"عُقُوبته" الحبس، والتعزير. انتهى. وَقَالَ ابن منظور: أي لصاحب الدين أن يذُمّ عرضه، ويَصِفه بسوء القضاء؛ لأنه ظالم له بعدما كَانَ محرّمًا منه، لا يحلّ له اقتراضه، والطعن عليه. وقيل: عِرضه أن يُغْلِظَ له، وعُقُوبته: الحبس. وقيل: معناه: أنه يحلّ له شكايته منه. وقيل: معناه أن يقول: يا ظالم أنصِفني؛ لأنه إذا مَطَله، وهو غنيّ، فقد ظلمه. انتهى "لسان العرب" ٧/ ١٧١. والله تعالى أعلم بالصواب، وإليه المرجع والمآب، وهو المستعان، وعليه التكلان.