(عن أبي هريرة) رضي الله عنه (أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - خرج إلى المقبرة) بتثليث الباء والكسر أقلها، أفاده النووي. في شرح مسلم ج ٣ ص ١٣٧ وهي موضع دفن الموتى، قاله في اللسان ج ٥ ص ٦٩، والمراد بالمقبرة هنا مقبرة البقيع لما أخرجه مسلم، والمصنف من حديث عائشة رضي الله عنها أنها قالت:"كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - كُلَّما كانت ليلتها من رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يخرج إلى البقيع فيقول السلام عليكم دار قوم مؤمنين … الحديث
(فقال) ليحصل لهم ثواب التحية وبركتها (السلام عليكم) وفي رواية أحمد: "سلام عليكم" قال في المنهل ج ٥ ص ١٠٤: وفيه دلالة على أن السلام على الموتى يقدم فيه المبتدأ على الخبر كالسلام على الأحياء، ويقدم الدعاء على المدعو له فإن السلام متضمن للدعاء، ونظيره قوله تعالى:{رَحْمَتُ اللَّهِ وَبَرَكَاتُهُ عَلَيْكُمْ أَهْلَ الْبَيْتِ}[هود: ٧٣] ولا ينافيه ما سيأتي للمصنف -يعني أبا داود- في باب- كراهية أن يقول: عليك السلام من كتاب الأدب عن أبي جُرَيّ الهُجَيمي -بالتصغير فيهما- قال: "أتيت رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فقلت عليك السلام يا رسول الله، فقال: لا
تقل: عليك السلام فإن عليك السلام تحية الموتى" لأن معناه أن هذه الصيغة تختص بالموتى، وأما السلام عليكم فمشترك، وما قاله بعض العلماء من لزوم تقديم المبتدإ على الخبر في السلام على الأحياء والأموات، وإجابته عن حديث أبي جُرَيّ بأنه إخبار عن عادة أهل الجاهلية من تقديم الخبر على المبتدإ في تحية الموتى، كما قال شاعرهم:(من الطويل)