للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

٨٨/ ١٠٩.

٤ - (عطاء بن فرّوخ) -بفتح الفاء، وتشديد الراء المضمومة، وآخره معجمة- المدنيّ، نزيل البصرة، مقبول [٣].

روى عن عثمان بن عفان، وابن عمر، وابن عمرو. وعنه يونس بن عبيد، وعليّ بن زيد بن جُدعان. ذكره ابن حبّان فِي "الثقات"، وَقَالَ: عداده فِي أهل المدينة، كَانَ انتقل إلى البصرة. وذكر ابن المدينيّ فِي "العلل" أنه لم يلق عثمان -رضي الله عنه-. تفرد به المصنّف، وابن ماجه، وله عندهما هَذَا الْحَدِيث فقط.

٥ - (عثمان بن عفّان) الخليفة الراشد رضي الله تعالى عنه ٦٨/ ٨٤. والله تعالى أعلم.

شرح الْحَدِيث

(عَنْ عُثْمَانَ بْنِ عَفَّانَ) رضي الله تعالى عنه، أنه (قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم-: "أَدْخَلَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ رَجُلاً كَانَ سَهْلًا مُشْتَرِيًا) منصوب عَلَى الحال منْ اسم "كَانَ"، وكذا ما بعده. يعني أنه كَانَ ليّنًا فِي حال شرائه، بأن لا يشدّد فِي طلب الحط عن ثمنه، وأن لا يماطل فِي دفعه (وَبَائِعًا) أي وسهلًا لينا فِي حال بيعه بأن لا يبالغ فِي مدح السلعة حَتَّى يغرّ المشتري، وأن لا يُخفي ما فيها منْ العيوب، وإن كَانَ يسيرًا (وَقَاضِيًا) أي سهلاً ليّنًا فِي حال قضائه الدين، بأن لا يماطل، ولا ينتقص منْ عددها، أو صفتها (وَمُقْتَضِيًا) أي سهلاً لينا فِي حال استيفائه حقّه منْ غرمائه، بأن لا يغلظ لهم القول، ويشدّد فِي مطالبتهم. وقوله (الْجَنَّةَ) بالنصب مفعول ثان لأدخل.

[فائدة]: قد اختلف النحاة فِي المنصوب فِي نحو قولك: دخلت المسجد، وسكنت البيت، وذهبت الشام، فقيل: منصوب عَلَى التوسع بإسقاط الخافض، فهو منْ قبيل المفعول به عَلَى الاتساع بإسقاط "فِي"، والأصل دخلت فِي المسجد، وسكنت فِي البيت، وهو مذهب الفارسيّ، وطائفة، واختاره ابن مالك. وقيل: إنه منصوب عَلَى الظرفية تشبيها له بالمبهم، وهو مذهب الشلوبين، واختاره ابن الحاجب. وقيل: إنه مفعول به، وعليه الأخفش، وجماعة (١).

وَقَالَ ابن منظور: ما حاصله: الصحيح فيه أن أصله دخلت إلى البيت، فحذف حرف الجرّ، وانتصب انتصاب المفعول به؛ وذلك لأن الأمكنة عَلَى ضربين: مبهم، ومحدود، فالمبهم نحو الجهات الستّ، خلف، وقُدّام، ويمين، وشمال، وفوق،


(١) انظر "الكوكب الدرّيّة شرح المتمّمة الأجرومية" ٢/ ٢٠ - ٢١.