للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

ورجحه طائفة. قاله فِي "الفتح".

وقوله: "إذا بمحيصة الخ" الباء فيه زائدة.

وقوله: "فذهب عبد الرحمن يتكلم، قبل صاحبيه، فَقَالَ له رسول الله -صلى الله عليه وسلم- كبر الكبر فِي السن, فصمت، وتكلم صاحباه، وتكلم معهما": قَالَ النوويّ: معنى هَذَا أن المقتول، هو عبد الله، وله أخ، اسمه عبد الرحمن، ولهما ابنا عم، وهما محيصة وحويصة، وهما أكبر سنا منْ عبد الرحمن، فلما أراد عبد الرحمن أخو القتيل أن يتكلم، قَالَ له النبيّ -صلى الله عليه وسلم-: "كبر": أي يتكلم أكبر منك.

[واعلم]: أن حقيقة الدعوى إنما هي لأخيه عبد الرحمن، لا حَقَّ فيها لابني عمه، وإنما أمر النبيّ -صلى الله عليه وسلم- أن يتكلم الأكبر، وهو حويصة؛ لأنه لم يكن المراد بكلامه حقيقة الدعوى، بل سماع صورة القصة، وكيف جرت، فإذا أراد حقيقة الدعوى، تكلم صاحبها.

ويحتمل أن عبد الرحمن، وَكَّل حويصة فِي الدعوى، ومساعدته، أو أمر بتوكيله.

وفي هَذَا فضيلة السن عند التساوي فِي الفضائل، ولهذا نظائر، فإنه يقدم بها فِي الإمامة، وفي ولاية النكاح ندبًا، وغير ذلك. انتهى "شرح مسلم" ١١/ ١٤٨ - ١٤٩.

وقوله: "كبّر" -بفتح الكاف، وتشديد الموحّدة، أمر منْ التكبير.

وقوله: "الكبرَ فِي السنّ" -بضمّ الكاف، وسكون الباء-: ومعناه: يريد الكبر فِي السنّ، فـ"الكبر" منصوب بإضمار "يريد"، ونحوها.

وقوله: "فتبرئكم يهود الخ": منْ التبرئة، أو منْ الإبراء: أي يرفعون ظنّكم، وتُهمتكم، أو دعوتكم عن أنفسهم. وَقَالَ النوويّ: أي تبرأ إليكم منْ دعواكم بخمسين يمينًا، وقيل: معناه: يُخلّصونكم منْ اليمين بأن يحلفوا، فإذا حلفوا انتهت الخصومة، ولم يثبت عليهم شيء، وخلصتم أنتم منْ اليمين. وفي هَذَا دليلٌ لصحّة يمين الكافر، والفاسق. و"يهود" مرفوع، غير منوّن، لا ينصرف؛ لأنه اسم للقبيلة والطائفة، ففيه التأنيث والعلميّة. انتهى "شرح مسلم" ١١/ ١٤٩.

وقوله: "أتحلفون خمسين يمينا": قد يقال: كيف عُرضت اليمين عَلَى الثلاثة، وإنما يكون اليمين للوارث خاصة، والوارث هو عبد الرحمن خاصة، وهو أخو القتيل، وأما الآخران فابنا عم، لا ميراث لهما مع الأخ.

والجواب: أنه كَانَ معلوما عندهم، أن اليمين تختص بالوارث، فأطلق الخطاب لهم، والمراد منْ تختص به اليمين، واحتُمِل ذلك؛ لكونه معلوما للمخاطبين، كما سمع كلام الجميع فِي صورة قتله، وكيفيةِ ما جرى له، وإن كانت حقيقة الدعوى وقت الحاجة، مختصة بالورثة. قاله النوويّ.