الحافظ: وهذا السند صحيح حسن، وهو نَصٌّ فِي الحمل الذي ذكرته، فتعيين المصير إليه. وَقَدْ أخرج أبو داود أيضا، منْ طريق عباية بن رفاعة، عن جده رافع بن خديج، قَالَ: أصبح رجل منْ الأنصار، بخيبر مقتولا، فانطلق أولياؤه إلى النبيّ -صلى الله عليه وسلم-، فَقَالَ:"شاهدان يشهدان عَلَى قتل صاحبكم"، قَالَ: لم يكن ثَمَّ أحد منْ المسلمين، وإنما هم اليهود، وَقَدْ يجترئون عَلَى أعظم منْ هَذَا. انتهى "فتح" ١٤/ ٢٢٥.
قَالَ الجامع عفا الله تعالى عنه: هَذَا الذي ذكره الحافظ رحمه الله تعالى منْ وجه الجمع حسنٌ جدًّا، غير رواية عمرو بن شُعيب، عن أبيه، عن جدّه، فإن مخالفتها لا يقبل الجمع بهذا الطريق، إلا أن تحمل عَلَى تعدد الواقعة، فحينئذ لا مانع منْ أن نقول إنها محفوظة؛ لعدم المخالفة، فَلْيُتأمّل. والله تعالى أعلم بالصواب.
قَالَ الجامع عفا الله تعالى عنه: رجال هَذَا الإسناد كلهم رجال الصحيح، وتقدّموا غير مرّة.
و"يحيى": هو ابن سعيد بن قيس الأنصاريّ. أبو سعيد المدنيّ القاضي، ثقة ثبت [٥] ٢٢/ ٢٣. و"بُشَير -بضم الموحّدة، مصغّرًا- ابن يسار" الحارثيّ الأنصاريّ مولاهم المدنيّ، ثقة فقيه [٣] ١٢٤/ ١٨٦.
وقوله:"وَقَالَ: وحسبت قَالَ الخ" فاعل "قَالَ" الأول ضمير "يحيى"، وفاعل "قَالَ" الثاني ضمير بُشير، والمعنى: أن يحيى بن سعيد قَالَ: وظننت أن بُشيرًا زاد فِي إسناد هَذَا الْحَدِيث مع سهل بن أبي حثمة -رضي الله عنه- رافعَ بن خَديج -رضي الله عنه-.
وقوله:"ومحيصة" -بضم الميم، وفتح المهملة، وتشديد التحتانية، مكسورةً، بعدها صاد مهملة- وكذا ضَبْطُ أخيه حُوَيصَة، وحُكِي التخفيف فِي الاسمين معا،