الفلاة، فجعل مدار النهي عَلَى خشية إدخال الضرر، عَلَى أحد منْ النَّاس. انتهى "الفتح" بتصرف ١١/ ٣١. والله تعالى أعلم بالصواب، وإليه المرجع والمآب، وهو حسبنا، ونعم الوكيل.
قَالَ الجامع عفا الله تعالى عنه:"حماد": هو ابن زيد؛ لأنه إذا قَالَ قتيبة: حدثنا حماد، وسكت فهو ابن زيد، كما بينه السيوطيّ فِي "تدريب الراوي" ٢/ ٣٢٤، فاحفظه يفدك فِي مواضع كثيرة. والله تعالى ولي التوفيق.
و"عمرو": هو ابن دينار. و"حمل" -بفتحتين- ابن مالك بن النابغة الْهُذليّ، أبو نَضْلة الصحابيّ، نزيل البصرة -رضي الله عنه-.
وقوله:"بغرّة" بضمّ الغين المعجمة، وتشديد الراء، وأصلها البياض فِي وجه الفرس، والمراد هنا: العبد، أو الأمة، كما فُسّر فِي الروايات.
وقوله:"قَالَ طاوس: إن الفرس غُرّة" يعني أن طاوس بن كيسان الراوي للحديث قَالَ: إن الغرة التي قضى بها النبيّ -صلى الله عليه وسلم- فِي الجنين يدخل فى معناها الفرس، وهو منْ قول طاوس، ولا يصحّ مرفوعًا.
قَالَ فِي "الفتح": وقع فِي حديث أبي هريرة منْ طريق محمد بن عمرو، عن أبي سلمة عنه:"قضى رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فِي الجنين بغرة: عبد، أو أمة، أو فرس، أو بغل"، وكذا وقع عند عبد الرزاق، فِي رواية ابن طاوس، عن أبيه، عن عمر مرسلاً، فَقَالَ حمل بن النابغة:"قضى رسول الله -صلى الله عليه وسلم- بالدية فِي المرأة، وفي الجنين غرة: عبد، أو أمة، أو فرس".
وأشار البيهقي أن ذكر الفرس فِي المرفوع وَهَمٌ، وأن ذلك أُدرج منْ بعض رواته عَلَى سبيل التفسير للغرة، وذكر أنه فِي رواية حماد بن زيد، عن عمرو بن دينار، عن طاوس، بلفظ:"فقضى أن فِي الجنين غرة"، قَالَ طاوس: الفرس غرة. وكذا أخرج الإسماعيلي منْ طريق حماد بن زيد، عن هشام بن عروة، عن أبيه:"قَالَ: الفرس غرة"، وكأنهما رأيا أن الفرس أحق بإطلاق لفظ الغرة منْ الآدمي.
ونقل ابن المنذر، والخطابي، عن طاوس، ومجاهد، وعروة بن الزبير: الغرة عبد، أو أمة، أو فرس، وتوسع داود، ومن تبعه منْ أهل الظاهر، فقالوا: يجزىء كل ما وقع عليه اسم غرة. والغرة فِي الأصل: البياض يكون فِي جبهة الفرس، وَقَدْ استعمل