خالد الذُّهْليّ البكريّ، أبو المغيرة الكوفيّ، صدوقٌ، وروايته عن عكرمة خاصّة مضطربةٌ، وَقَدْ تغيّر بآخره، فكان ربما يُلقَّن [٤] ٢/ ٣٢٥. و"عكرمة": هو مولى ابن عبّاس البربريّ المدنيّ، الثقة الثبت العالم بالتفسير [٣] ٢/ ٣٢٥. والله تعالى أعلم.
وقوله:"جارتان": أي ضرّتان، قَالَ الفيّوميّ: والجارة: الضرّة، قيل لها: جارة؛ استكراهًا للفظ الضرة، وكان ابن عبّاس ينام بين جارتيه: أي زوجتيه. انتهى. وَقَالَ ابن منظور: الجارة: الضرّة، منْ المجاورة بينهما، وفي حديث أمّ زرع:"مِلء كسائها، وغَيْظُ جارتها": أي أنها ترى حُسنها، فتَغِيظها بذلك، ومنه الْحَدِيث:"كنتُ بين جارتين لي": أي ضرّتين، وحديث عمر -رضي الله عنه- عند البخاريّ، قَالَ لحفصة رضي الله تعالى عنها: لا يَغُرّنّكِ أن كانت جارتك هي أوسم منك": يعني عائشة رضي الله عنها. انتهى "لسان العرب" ٤/ ١٥٣.
وقوله: "كَانَ بينهما صَخَبٌ" -بفتحتين: أي ارتفاع صوت، ومخاصمة. قَالَ الفيّوميّ: صَخِبَ صَخَبًا، منْ باب تَعِبَ، ورجلٌ صَخِبٌ، وصاخبٌ، وصَخّابٌ، وصَخْبَانُ: أي كثير اللَّغَط، والْجَلَبَة، والمرأة صَخْبَى، وبالهاء فِي الثاني، وإبدال الصاد سينًا لغةٌ، وسمعتُ اصطخاب الطير: أي أصواتها. انتهى.
وقوله: "وكهانتها" -بفتح الكاف: مصدر كَهَن، منْ باب فتح، ونصر، وكرم: إذا قضى له بالغيب، وبكسر الكاف: الصناعة.
وقوله: "كَانَ إحداهما مُليكة، والأخرى أم غُطيف": قَالَ المنذريّ فِي "مختصر السنن" ٦/ ٣٦٨: و"غُطيف" -بضمّ الغين المعجمة، وفتح الطاء المهملة، وسكون الياء آخر الحروف، وفاء-، ويقال: أم عَفِيف -بعين مهملة مفتوحة، وفاء مكسورة، وياء آخر الحروف، ساكنة، وفاء أخرى-. و"مُليكة" -بضم الميم، وفتح اللام، وسكون الياء آخر الحروف، وكاف مفتوحة، وتاء تأنيث. انتهى كلام المنذريّ.
وَقَالَ فِي "الإصابة" فِي حرف الميم: مُليكة بنت عُويمر الْهُذليّة، وقيل: بنت عُوَيم بغير راء، وتُكنى أم عَفيف، وقيل: أم غُطيف، والأول المعتمد، والثاني وقع فِي كلام أبي عمر، فهو تصحيفٌ.
قَالَ الجامع عفا الله تعالى عنه: فِي دعواه التصحيف لما وقع عند أبي عمر نظرٌ، لا يخفى، لأنه هو الذي وقع فِي رواية النسائيّ هنا، وكذا عند أبي داود فِي "سننه" رقم ٤٥٧٤، فكيف يكون تصحيفًا؟ فتبصّر.
وَقَالَ فِي باب الكنى: أم عَفيف، ويقال: أم غُطيف بنت مسروح الهُذليّة، زوج حمَل ابن مالك الْهُذَليّ، تقدم ذكرها فِي مُليكة. ثم قَالَ فِي الغين المعجمة-: أم غطيف