رجال الصحيح، غير ثعلبة، فتفرد به المصنّف، وأبو داود. (ومنها): أنه مسلسل بالكوفيين، غير شيخه، فمروزي، ثم بغداديّ، وبشري، فبصري، ثم مكي. (ومنها): أن صحابيه ليس له إلا هَذَا الْحَدِيث. والله تعالى أعلم.
شرح الْحَدِيث
(عَنْ ثَعْلَبَةَ بْنِ زَهْدَمٍ الْيَرْبُوعِيِّ) قَالَ فِي "الإصابة" -٢/ ٢٠ - : قَالَ ابن أبي حاتم، عن أبيه: يقال: له صحبة. وَقَالَ البخاريّ: قَالَ الثوريّ: له صحبة، ولا يصحّ، وذكره مسلم، والعجليّ، وغيرهما فِي التابعين، وله فِي النسائيّ حديث بإسناد صحيح إليه. انتهى. وَقَالَ فِي "تهذيب التهذيب" ١/ ٢٧١ - : جزم بصحّة صحبته ابنُ حبّان، وابن السكن، وأبو محمد بن حزم، وجماعة ممن صنّف فِي الصحابة، يطول تعدادهم. وذكره البخاريّ فِي "التاريخ الكبير"، وَقَالَ: قَالَ الثوريّ: له صحبة، ولا يصحّ. وَقَالَ الترمذيّ فِي "تاريخه": أدرك النبيّ -صلى الله عليه وسلم-، وعامّة روايته عن الصحابة. انتهى.
قَالَ الجامع عفا الله تعالى عنه: الأكثرون عَلَى ثبوت الصحبة له، والظاهر أنه الأرجح. والله تعالى أعلم.
(قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم-، يَخْطُبُ فِي أُنَاسٍ) بضم الهمزة، لغة فِي ناس (مِنَ الْأَنْصَارِ، فَقَالُوا) أي الأنصار (يَا رَسُولَ اللَّهِ، هَؤُلَاءِ بَنُو ثَعْلَبَةَ بْنِ يَرْبُوعٍ، قَتَلُوا فُلَانًا) وفي الرواية الآتية: "قتلوا فلاناً رجلاً منْ أصحاب النبيّ -صلى الله عليه وسلم- (فِي الْجَاهِلَيَّةِ) أي قبل أن يسلموا، زاد فِي رواية طارق المحاربيّ الآتية آخر الباب: "فخذ لنا بثأرنا" (فَقَالَ النَّبِيُّ -صلى الله عليه وسلم-، وَهَتَفَ بِصَوْتِهِ) أي صاح، يقال: هَتَف به هَتْفًا، منْ باب ضرب: صاح به، ودعاه، وهتف به هاتفٌ: سمع صوته، ولم ير شَخْصَهُ، وهتَفَت الحمَامة: صوّتت. قاله فِي "المصباح" (أَلَا) بفتح الهمزة، للتنبيه، كـ"أما" المذكورة فِي الْحَدِيث الماضي (لَا) نافية، والفعل بعدها مرفوع (تَجْنِي نَفْسٌ عَلَى الأُخْرَى") يعني أن الذي قتله ليس معهم، حَتَّى يؤاخذ بجريرته، فلا يجوز لنا أن نؤاخذهم بجريرته؛ لأنه لا تجني نفس عَلَى نفس أخرى، وأنما جنايتها قاصرة عليها. وفي رواية طارق المحاربيّ الآتية:"فرفع يديه حَتَّى رأيت بياض إبطيه، وهو يقول: لا تجني أمّ على ولد، مرّتين". والله تعالى أعلم بالصواب، وإليه المرجع والمآب، وهو المستعان، وعليه التكلان.
قَالَ الجامع عفا الله تعالى عنه: حديث ثعلبة بن زهدم هَذَا صحيح، وَقَدْ عرفت أن الأكثرين عَلَى أن له صحبة.
وهو منْ أفراد المصنّف رحمه الله تعالى، أخرجه هنا -٤١/ ٤٨٣٥ و٤٨٣٦ و٤٨٣٧ و٤٨٣٨ و٤٨٣٩ و٤٨٤٠ - وفي "الكبرى" ٤٠/ ٧٠٣٧ و٧٠٣٨ و٧٠٣٩ و٧٠٤٠