للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

٤٨٥٤ - (أَخْبَرَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ مَسْعُودٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا خَالِدُ بْنُ الْحَارِثِ، قَالَ: حَدَّثَنَا حُسَيْنٌ الْمُعَلِّمُ، عَنْ عَمْرِو بْنِ شُعَيْبٍ، أَنَّ أَبَاهُ حَدَّثَهُ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو، قَالَ: لَمَّا افْتَتَحَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- مَكَّةَ، قَالَ فِي خُطْبَتِهِ: "وَفِي الْمَوَاضِحِ خَمْسٌ خَمْسٌ").

قَالَ الجامع عفا الله تعالى عنه: هَذَا الإسناد هو الذي سبق قبل حديث فِي الباب الماضي. وهو سند مسلسل بالبصريين إلى عمرو. والله تعالى أعلم.

شرح الْحَدِيث

(عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو) بن العاص رضي الله تعالى عنهما، أنه (قَالَ: لَمَّا افْتَتَحَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- مَكَّةَ) أي فِي شهر رمضان منْ السنة الثامنة منْ الهجرة (قَالَ فِي خُطْبَتِهِ: "وَفِي الْمَوَاضِحِ خَمْسٌ خَمْسٌ) مبتدأ مؤخَرٌ، وخبرٌ مقدّم، كما سبق، يعني أنه يجب دفع خمس منْ الإبل فِي شجّ الإنسان غيره فِي رأسه، أو وجهه، بجراحة تزيل اللحم منْ العظم، وتظهره، وهذا إذا كَانَ خطأ، فأما إذا كَانَ عمدًا ففيه القصاص.

قَالَ فِي "المغني" ١٢/ ١٥٨ - ١٥٩: الموضحة فِي الرأس، والوجه سواء، وهي التي تبرز العظم، وليس فِي الشجاج ما فيه قصاص سواها، ولا يجب المقدر فِي أقل منها، وهي التي تصل إلى العظم، سُمّيت موضحة؛ لأنها أبدت وَضَحَ العظم، وهو بياضه. انتهى. والله تعالى أعلم بالصواب، وإليه الموجع والمآب، وهو المستعان، وعليه التكلان.

مسائل تتعلّق بهذا الْحَدِيث:

(المسألة الأولى): فِي درجته:

حديث عبد الله بن عمرو رضي الله تعالى عنهما هَذَا صحيح.

(المسألة الثانية): فِي بيان مواضع ذكر المصنّف له، وفيمن أخرجه معه:

أخرجه هنا -٤٥/ ٤٨٥٤ - وفي "الكبرى" ٤٤/ ٧٠٥٧. وأخرجه (د) فِي "الديات" ٤٥٦٦ (ت) فِي "الديات" ١٣٩٠ (ق) فِي "الديات" ٢٦٥٥ (أحمد) فِي "مسند المكثرين" ٦٦٤٣ و٦٧٣٣ و٦٨٩٤ (الدارمي) فِي "الديات" ٢٢٦٦. والله تعالى أعلم.

(المسألة الثالثة): فِي اختلاف أهل العلم فِي المواضح:

قَالَ الموفّق رحمه الله تعالى: أجمع أهل العلم عَلَى أن أرش الموضحة، مقدر، قاله ابن المنذر، وفي كتاب النبيّ -صلى الله عليه وسلم- لعمرو بن حزم: "وفي الموضحة خمس منْ الإبل"، رواه أبو داود، والنسائي، والترمذي، وَقَالَ: حديث حسن.

قَالَ: وقولُ الْخِرَقي: "فِي موضحة الحر" يحترز به منْ موضحة العبد. وقوله: سواء