قَالَ أبو بكر رضي الله عنه: الطافي حلال، ووصله الدارقطنيّ، منْ طريق سفيان الثوري، عن عبد الملك هَذَا، عن عكرمة، عن ابن عباس، قَالَ: أشهد عَلَى أبي بكر بهذا. وفي "البر والصلة" لابن المبارك، فِي أثناء إسناد: كَانَ مرضيا. روى له البخاريّ فِي "الأدب المفرد"، وأبو داود، والمصنّف، والترمذيّ، وله عند المصنّف هَذَا الْحَدِيث فقط.
و"عكرمة": هو مولى ابن عبّاس.
وقوله:"أنه طاف بالبيت" هذه الزيادة شاذّة؛ لأن المشهور أن هذه القصّة وقعت فِي المدينة، فسيأتي للمصنّف بعد حديثين: ما لفظه: "وهو نائم فِي مسجد النبيّ -صلى الله عليه وسلم-"، وَقَدْ تقدّم منْ رواية مالك فِي "الموطإ" أنه قيل له: إنه منْ لم يهاجر هلك، فقدِم صفوان بن أمية المدينة، فنام فِي المسجد … الْحَدِيث، فثبت أن الواقعة ليست بمكة، وإنما هي بالمدينة، فتنبّه.
وقوله:"فاستلّه": أي أخذه بخفية.
وقوله:"اذهبا به الخ" بضمير التثنية، ولعله كَانَ عنده -صلى الله عليه وسلم- وقت ذاك رجلان.
وقوله:"فلو ما قبل هَذَا": تقدم أن "لو ما" مثل "لولا"، و"هلّا"، و"ألا" تستعمل للتحضيض، أي هلّا كَانَ هَذَا العفو عنه قبل هَذَا الوقت.
والحديث صحيح إلا الزيادة المذكورة، كما سبق آنفاً. والله تعالى أعلم بالصواب، وإليه المرجع والمآب، وهو حسبنا، ونعم الوكيل.
وقوله:(خَالَفَهُ أَشْعَثُ بْنُ سَوَّارٍ) يعني أن أشعث بن سوّار خالف عبد الملك بن أبي بشير فِي إسناد هَذَا الْحَدِيث، فَقَالَ:"عن عكرمة، عن ابن عباس"، لكن مخالفته هذه لا تضرّ برواية عبد الملك، فإنه ثقة، بخلاف أشعث، فإنه ضعيفٌ، كما سيأتي للمصنّف، ثم ساق رواية أشعث بقوله:
قَالَ الجامع عفا الله تعالى عنه: "محمد بن هشام بن أبي خِيَرَة" -بكسر المعجمة، وفتح التحتانيّة-: هو البصريّ، نزيل مصر، ثقة مصنفٌ [١٠] ٤٠/ ٢٢٠٦ منْ أفراد