للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

عباس، وهو ثقة، لكن كَانَ يرى الإرجاء. وَقَالَ ابن سعد: كَانَ مرجئا، ثقة إن شاء الله تعالى. وذكره ابن حبّان فِي "الثقات". وَقَالَ: كَانَ مرجئا عابدا. وَقَالَ العجليّ: مكي (١) تابعيّ ثقة، كَانَ منْ أعبد أهل زمانه. وَقَالَ أبو بكر البزار فِي "مسنده": لا نعلمه سمع منْ أبي ذر شيئا. وَقَالَ أبو الفتح الأزدي: كَانَ داعية إلى مذهبه، تركوه. وذكره البخاريّ فِي "الأوسط" فيمن مات بين التسعين إلى المائة. وَقَالَ البخاريّ: ثنا علي، ثنا محمد بن بكر، ثنا أبو معدان، قَالَ: سمعت حبيب بن أبي ثابت قَالَ: كنت مع طلق بن حبيب، وهو مُكَبَّل بالحديد، حين جيء به إلى الحجاج، مع سعيد بن جبير، ويقال: إنه أخرج منْ سجن الحجاج بعد موته، وتُوفي بعد ذلك بواسط. وَقَالَ أبو جعفر الطبري فِي "تاريخه": كتب الحجاج إلى الوليد، أن أهل الشقاق لجأوا إلى مكة، فكتب الوليد إلى القسري، فأخذ عطاء، وسعيد بن جبير، ومجاهدا، وطلق بن حبيب، وعمرو بن دينار، فأما عمرو، وعطاء، ومجاهد، فأُرسلوا؛ لأنهم كانوا منْ أهل مكة، وأما الآخران فبَعث بهما إلى الحجاج، فمات طلق فِي الطريق.

روى له البخاريّ فِي "الأدب المفرد"، ومسلم، والأربعة، وله فِي هَذَا الكتاب حديثان فقط، هَذَا، وفي "كتاب الزينة" ١/ ٥٠٤٢ و٥٠٤٣ و٥٠٤٤ - حديث عائشة رضي الله تعالى عنها، مرفوعًا: "عشرة منْ الفطرة … " الْحَدِيث.

٥ - (أنس بن مالك) الأنصاريّ الصحابيّ الخادم المشهور رضي الله تعالى عنه ٦/ ٦. والله تعالى أعلم.

لطائف هَذَا الإسناد:

(منها): أنه منْ خماسيات المصنّف رحمه الله تعالى. (ومنها): أن رجاله كلهم رجال الصحيح. (ومنها): أن فيه أنسًا رضي الله تعالى عنه منْ المكثرين السبعة، روى (٢٢٨٦) حديثًا، وهو آخر منْ مات منْ الصحابة رضي الله تعالى عنهم بالبصرة، سنة (٢) أو (٩٣) وَقَدْ جاوز المائة. والله تعالى أعلم.

شرح الْحَدِيث

(عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ) رضي الله تعالى عنه، أنه (قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم-: "ثَلَاثٌ) ذكر العدد لتقدير المعدود مؤنثًا: أي ثلاث خصال، أو خصالٌ ثلاثٌ، فـ"ثلاث" مبتدأ لتخصيصه بالمقدّر المذكور، والجملة الشرطيّة خبره، أو صفة له، وقوله: "أن يكون الله الخ" خبره.


(١) المشهور أنه كوفيّ، ولعله استند إلى قصّة الطبريّ الآتية. والله تعالى أعلم.