٢ - (عبد الله) بن المبارك الحنظليّ، أبو عبد الرحمن المروزيّ، ثقة ثبت حجة [٨] ٣٢/ ٣٦.
٣ - (شعبة) بن الحجاج الإمام الحجة الثبت المشهور [٧] ٢٧/ ٢٤.
٤ - (قتادة) بن دِعامة السدوسيّ البصريّ، ثقة ثبت يُدلّس [٤] ٣٠/ ٣٤. والصحابيّ مرّ فِي السند الماضي. والله تعالى أعلم.
لطائف هَذَا الإسناد:
(منها): أنه منْ خماسيات المصنّف رحمه الله تعالى. (ومنها): أن رجاله كلهم رجال الصحيح، غير شيخه، فقد تفرّد به هو والترمذي. (ومنها): أنه مسلسل بثقات البصريين، غير شيخه، وعبد الله فمروزيان. والله تعالى أعلم.
شرح الْحَدِيث
(عَنْ قَتَادَةَ) بن دعامة السَّدُوسيّ، أنه (قَالَ: سَمِعْتُ أَنَسَ بْنَ مَالِكٍ، رَضِيَ اللهُ عَنْهُ، يُحَدِّثُ) جملة فِي محلّ نصب عَلَى الحال منْ الفاعل: أي حال كونه محدّثًا (عَنِ النَّبِيِّ -صلى الله عليه وسلم-) أنه (قَالَ: "ثَلَاثٌ) مبتدأ، وجاز الابتداء بالنكرة؛ لأن التنوين عوض المضاف إليه، تقديره: ثلاث خصال، أو "ثلاث" صفة لمصوف محذوف: تقديره: خصالٌ ثلاثٌ، والخبر عَلَى هذين التقديرين جملة "منْ كنّ فيه الخ"، وذكر العينيّ فِي "شرح البخاريّ" وجها ثالثًا منْ الإعراب، وهو أن يكون "ثلاثٌ" مبتدأ، وجملة الشرط بعده صفته، والخبر قوله: "أن يكون الله الخ"، ولا يظهر لي توجيهه، والله تعالى أعلم (منْ كن فيه) أي حصلن فيه فـ"كَانَ" تامة (وَجَدَ حَلَاوَةَ الإيمَانِ) قَالَ فِي "الفتح": فيه استعارة تخييلية، شَبَّه رَغْبةَ المؤمن فِي الإيمان، بشيء حلو، وأَثبت له لازم ذلك الشيء، وأضافه إليه، وفيه تلميح إلى قصة المريض والصحيح؛ لأن المريض الصفراوي، يجد طعم العسل مُرّا، والصحيح يذوق حلاوته عَلَى ما هي عليه، وكلما نقصت الصحة شيئًا ما، نقص ذوقه بقدر ذلك، فكانت هذه الاستعارة منْ أوضح ما يُقَوّي استدلال البخاريّ عَلَى الزيادة والنقص، أي عَلَى زيادة الإيمان، ونقصه. انتهى.
قَالَ الجامع عفا الله تعالى عنه: عندي أن ما ذكره صاحب "الفتح" منْ دعوى الاستعارة فِي الحلاوة، فيه نظر؛ لأنه إخراج للفظ الْحَدِيث إلى معنى مجازيّ منْ غير حاجة إليه، بل الأولى أن تكون الحلاوة عَلَى معناها الحقيقيّ، كما قَالَ بعض المحقّقين رحمه الله تعالى: اختلف العلماء هل الحلاوة محسوسة، أو معنوية، فحملها قوم عَلَى المعنى، وحملها قوم عَلَى المحسوس، وأبقوا اللفظ عَلَى ظاهره، منْ غير أن يتأولوه،