للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

"صحيحه". والله تعالى أعلم.

(الثاني): أن يحيى بن سعيد فِي هَذَا الكتاب أربعة: [أحدهما]: يحيى بن سعيد بن أبان الأمويّ هَذَا. [والثاني]: يحيى بن سعيد بن فرّوخ القطّان، وهما منْ الطبقة التاسعة، والقطّان أكثر رواية فِي الكتاب. [والثالث]: يحيى بن سعيد بن قيس الأنصاريّ القاضي، أبو سعيد المدنيّ، منْ الطبقة الخامسة. [والرابع]: يحيى بن سعيد بن حيّان، أبو حيّان التيميّ الكوفيّ، وهو منْ الطبقة السادسة، والأنصاريّ أكثر روايةً فِي الكتاب منْ التيميّ. والله تعالى أعلم.

شرح الْحَدِيث

(عَنْ أَبِي مُوسَى) الأشعريّ رضي الله تعالى عنه، أنه (قَالَ: قُلْنَا) وفي رواية البخاريّ: "قالوا": ورواه ابن منده، منْ طريق حسين بن محمد الغساني، أحد الحفاظ، عن سعيد بن يحيى هَذَا، بلفظ: "قلت"، فتعين أن السائل أبو موسى.

ولا تخالف بين الروايات؛ لأنه فِي رواية ابن منده صرّح بأنه الذي تولّى السؤال، وفي رواية المصنّف أخبر عن جماعة، هو داخل فيهم، إذ الراضي بالسؤال فِي حكم السائل، وكذا فِي رواية البخاريّ أراد الصحابة الحاضرين، وهو منهم، والحاصل أن المباشر للسؤال هو أبو موسى، وإنما نُسب إلى الآخرين تجوّزًا لرضاهم به. وَقَدْ جمع بعضهم بحمله عَلَى تعدد الواقعة، والأول أولى.

وَقَدْ سأل هَذَا السؤال أيضًا أبو ذر -رضي الله عنه-، رواه ابن حبّان، وعمير بن قتادة، رواه الطبراني. قاله فِي "الفتح" ١/ ٧٩.

(يَا رَسُولَ اللهِ، أَيُّ الْإسْلَامِ أَفْضَلُ؟) فيه حذف: أيْ أيُّ ذوي الإسلام، كما يدلّ عليه الجواب، ويؤيّده رواية مَسلم: "أي المسلمين أفضل؟ "، وبه يظهر دخول "أيّ" عَلَى متعدّد. ويمكن أن يقال: المراد أيّ أفراد الإسلام أفضل. أفاده السنديّ.

وَقَالَ فِي "الفتح": [إن قيل]: الإسلام مفرد، وشرط "أَيّ" أن تدخل عَلَى متعدد. [أجيب]: بأن فيه حذفا تقديره: أي ذوي الإسلام أفضل؟، ويؤيده رواية مسلم: "أي المسلمين أفضل"، والجامع بين اللفظين، أن أفضلية المسلم حاصلة بهذه الخصلة، وهذا التقدير أولي منْ تقدير بعض الشراح هنا: أيُّ خصال الإسلام؟، وإنما قلت: إنه أولي؛ لأنه يلزم عليه سؤال آخر، بأن يقال: سُئِل عن الخصال، فأجاب بصاحب الخصلة، فما الحكمة فِي ذلك؟. وَقَدْ يجاب بأنه يتأتّى، نحوَ قوله تعالى: {يَسْأَلُونَكَ مَاذَا يُنْفِقُونَ قُلْ مَا أَنْفَقْتُمْ مِنْ خَيْرٍ فَلِلْوَالِدَيْنِ} الآية [البقرة: ٢١٥]، والتقدير "بأيُّ ذوي الإسلام؟ " يقع الجواب مطابقا له، بغير تأوبل.