٥ - (عطاء بن يسار) الهلاليّ، مولى ميمونة المدنيّ ثقة عابد فاضل [٣] ٦٤/ ٨٠. والصحابيّ سبق فِي الْحَدِيث الماضي. والله تعالى أعلم.
لطائف هَذَا الإسناد:
(منها): أنه منْ سداسيات المصنّف رحمه الله تعالى. (ومنها): أن رجاله كلهم رجال الصحيح. (ومنها): أنه مسلسل بالمدنيين منْ زيد. (ومنها): أن فيه رواية تابعيّ عن تابعيّ: زيد عن عطاء، وهو منْ رواية الأقران؛ إذ كلاهما منْ الطبقة الثالثة. والله تعالى أعلم.
شرح الْحَدِيث
(عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ) رضي الله تعالى عنه، أنه (قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ -صلى الله عليه وسلم-: "مَا) نافية، وهي العاملة عمل "ليس"، واسمها قوله (مُجَادَلَةُ أَحَدِكُمْ فِي الْحَقِّ يَكُونُ لَهُ فِى الدُّنْيَا) جملة "يكون" فِي محلّ جرّ صفة لـ"الحقّ" عَلَى أن تعريفه للجنس (بِأَشَدَّ) الباء زائدة فِي خبر "ما"، كما قَالَ فِي "الخلاصة":
(مُجَادَلَةً) منصوب عَلَى التمييز، قَالَ السنديّ: وفيه مبالغة، حيث جعل المجادلة ذات مجادة، ولا يجوز جرّ مجادلة بإضافة اسم التفضيل إليها؛ لأنه يلزم الجمع بين الإضافة و"منْ", واسم التفضيل لا يُستعمل بهما، وأيضًا التنكير يأبى احتمال الإضافة. انتهى. (مِنَ الْمُؤْمِنِينَ) أي منْ مجادلة المؤمنين "لِرَبِّهِمْ فِي إِخْوَانِهم، الَّذِينَ أُدْخِلُوا النَّارَ) ببناء الفعل للمفعول، أي أدخلهم الله تعالى النار بسبب أعمالهم السيّئة.
والمعنى أنه لا يكون إن مجادلة المؤمنين بعضهم لبعض فِي الدنيا بسبب حقّ يثبت لهم، لا تكون أشدّ منْ مجادلة المؤمنين لربهم سبحانه وتعالى فِي الآخرة، حين يؤذن بدخول الجنة، وَقَدْ أدخل إخوانهم النار بسبب سيّئاتهم، فيناشدون الله سبحانه وتعالى