للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

قط"، وهو مذكور فِي حديث أبي سعيد المذكور عند البخاريّ فِي "كتاب التوحيد".

وهل المراد بمن يَسلَم منْ الاحتراق منْ كَانَ يسجد، أو أعم منْ أن يكون بالفعل، أو القوة؟، الثاني أظهر؛ ليدخل فيه منْ أسلم مثلا وأخلص، فبغته الموت قبل أن يسجد. انتهى "فتح" ١٣/ ٢٨٥ - ٢٨٦.

(فَيُخْرِجُونَهُمْ، فَيَقُولُونَ: رَبَّنَا) أي يا ربّنا (قَدْ أَخْرَجْنَا مَنْ أَمَرْتَنَا) أي بإخراجه ممن له علامة يُعرف بها، وهي مواضع السجود، كما سبق آنفاً (قَالَ: "وَيَقُولُ) أي الله سبحانه وتعالى (أَخْرِجُوا مَنْ كَانَ فِي قَلْبِهِ وَزْنُ دِينَارٍ مِنَ الإِيمَانِ) أي زيادة عَلَى التوحيد؛ لما ثبت فِي حديث آخر: "أخرجوا منْ النار منْ قَالَ: لا إله إلا الله، وعمل منْ الخير ما يرن ذرّة".

(ثُمَّ قَالَ: مَنْ كَانَ فِي قَلْبِهِ وَزْنُ نِصْفِ دِينَارٍ، حَتَّى يَقُولَ مَنْ كَانَ فِي قَلْبِهِ وَزْنُ ذَرَّةٍ") بفتح المعجمة، وتشديد الراء المفتوحة، قيل: معناها: أقلّ الأشياء الموزونة. وقيل: هي الهباء الذي يظهر فِي شُعاع الشمس، مثل رءوس الإبر. وقيل: هي النملة الصغيرة. وُيروى عن ابن عبّاس رضي الله تعالى عنهما، أنه قَالَ: إذا وضعت كفّك فِي التراب، ثم نفضتها، فالساقط هو الذّرّ. ويقال: إن أربع ذرّات وزن خَرْدلة. وعند البخاريّ فِي أواخر "كتاب التوحيد" منْ حديث أنس -رضي الله عنه-، مرفوعًا: "أدخل الجنة منْ كَانَ فِي قلبه خردلة، ثم منْ كَانَ فِي قلبه أدنى شيء"، قَالَ فِي "الفتح": وهذا معنى الذّرّة. انتهى ١٣/ ١٤٥.

[تنبيه]: ضبط "ذَرَّة" بالذال المعجمة، والراء-: هو الصواب، قَالَ القرطبيّ رحمه الله تعالى: كذا صحّت روايتنا فيه بفتح الذال المعجمة، وتشديد الراء: وهي الصغيرة منْ النمل، ولم يُختلف أنه كذلك فِي هَذَا الْحَدِيث، وَقَدْ صحّفه شعبة فِي حديث أنس -رضي الله عنه- أي عند مسلم- فَقَالَ: "ذُرَة" بضم الذال المعجمة، وتخفيف الراء، عَلَى ما قيّده أبو عليّ الصدفيّ، والسمرقنديّ، وفيما قيّده الْعُذريّ، والْخُشنيّ "دُرّة" بالدال المهملة، وتشديد الراء: واحدة الدُّرّ، وهو تصحيف التصحيف. انتهى "المفهم" ١/ ٤٤٩.

(قَالَ أَبُو سَعِيدٍ) الخدريّ -رضي الله عنه- (فَمَنْ لَم يُصَدِّقْ) قَالَ القرطبيّ رحمه الله تعالى: هَذَا ليس عَلَى معنى أنهم اتهموه، وإنما كَانَ منه عَلَى معنى التاكيد، والعَضْد. انتهى. "المفهم" ١/ ٤٤٩ (فَلْيَقرَأْ هَذِهِ الْآيَةَ: {إِنَّ اللَّهَ لَا يَغْفِرُ أَنْ يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَنْ يَشَاءُ}، إِلَى {عَظِيمًا} [النِّساء: ٤٨]) هكذا الآية فِي رواية المصنّف رحمه الله تعالى، والذي فِي "الصحيحين" أن الآية هي قوله تعالى: {إِنَّ اللَّهَ لَا يَظْلِمُ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ وَإِنْ تَكُ حَسَنَةً يُضَاعِفْهَا وَيُؤْتِ مِنْ لَدُنْهُ أَجْرًا عَظِيمًا} [النِّساء: ٤٠]. وهذه الآية هي الظاهرة فِي