والمحققين منْ أهل العلم أن الإيمان قول، وفعل، ويزيد وينقص. (ومنها): إثبات الشفاعة للمؤمنين. (ومنها): فضل المحبّة فِي الله تعالى، فإن هؤلاء المؤمنين الذي يجادلون عن إخوانهم ما حملهم عَلَى ذلك إلا المحبّة التي ربطت بينهم، فقد نفعوهم فِي يوم لا ينفع فيه مال، ولا بنون. (ومنها): تفاوت أهل النار عَلَى قدر تفاوت أعمالهم السيئة. (ومنها): سعة رحمة الله تعالى، وواسع جوده وكرمه، حيث إنه لا يُضيع أعمال عباده، وإن قلت، وكانت مثقال ذرّة، {وَاللَّهُ ذُو الْفَضْلِ الْعَظِيمِ}. (ومنها): أن الشرك هو الذنب الذي لا ذنب فوقه، ولهذا لا يغفره الله تعالى. (ومنها): أن الله سبحانه وتعالى يغفر ما دون الشرك، وإن كَانَ منْ الكبائر، وَقَدْ تقدّم أن جمهور أهل السنّة احتجّوا بهذه الآية الكريمة عَلَى أن قاتل النفس المحرّمة عمدًا تحت المشيئة، وهذا هو الحقّ؛ لهذه الآية الكريمة، وَقَدْ خالف فِي ذلك ابن عبّاس رضي الله تعالى عنهما، ويقال: إنه رجع عن ذلك، وَقَدْ تقدّم بيان ذلك كله فِي محلّه، فلا تنس. والله تعالى أعلم بالصواب، وإليه المرجع والمآب، وهو حسبنا، ونعم الوكيل.
٥ - (أبو أمامة بن سهل) هو أسعد بن سهل بن حُنيف الأنصاريّ، معروف بكنيته، مختلف فِي صحبته، والصحيح أنه صحابي رؤيةً، وتابعيّ رواية، مات سنة مائة، وله (٩٢)، وتقدّم فِي ٨/ ٥٠٩. والصحابي تقدّم قريبًا. والله تعالى أعلم.