عليه فِي هذه الرواية لكان قميصه أطول، فإن فضله أعظم، ومقامه أكبر. انتهى. "المفهم" ١/ ٢٥٢ - ٢٥٣.
وَقَالَ فِي "الفتح" فِي موضع آخر: ما معناه: ظاهر الْحَدِيث فيه إشكالٌ، وملخصه: أن المراد بالأفضل منْ يكون أكثر ثوابا، والأعمال علامات الثواب، فمن كَانَ عمله أكثر، فدينه أقوى، ومن كَانَ دينه أقوى، فثوابه أكثر، ومن كَانَ ثوابه أكثر، فهو أفضل، فيكون عمر أفضل منْ أبي بكر -رضي الله عنه-.
وملخص الجواب: أنه ليس فِي الْحَدِيث تصريح بالمطلوب، فيحتمل أن يكون أبو بكر لم يُعْرَض فِي أولئك النَّاس، إما لأنه كَانَ قد عُرض قبل ذلك، وإما لأنه لا يُعْرَض أصلا، وأنه لَمّا عُرض كَانَ عليه قميص أطول منْ قميص عمر. ويحتمل أن يكون سِرُّ السكوت عن ذكره الاكتفاءَ بما عُلِم منْ أفضليته. ويحتمل أن يكون وقع ذكره، فذَهِل عنه الراوي، وعلى التنزل بأن الأصل عدم جميع هذه الاحتمالات، فهو مُعارَض بالأحاديث الدالة عَلَى أفضلية الصديق، وَقَدْ تواترت تواترا معنويا، فهي المعتمدة.
وأقوى هذه الاحتمالات أن لا يكون أبو بكر عُرِض مع المذكورين، والمراد منْ الخبر التنبيه عَلَى أن عمر ممن حصل له الفضل البالغ فِي الدين، وليس فيه ما يصرح بانحصار ذلك فيه. "فتح" فِي "كتاب تعبير الرؤيا" ١٤/ ٤٢٧.
(وَعَلَيْهِمْ قُمُصٌ) بضمتين: جميع قميص، كرغيف ورُغُف، ويُجمع أيضًا عَلَى قُمصان، وأقمصة، كرغفان، وأرغفة، والجملة فِي محلّ نصب عَلَى الحال (مِنْهَا مَا يَبْلُغُ الثُّدِيَّ) بضم الثاء المثلّثة، وكسر الدال، وتشديد الياء، جمع ثَدْي بفتح، فسكون، كفلس وفُلُوس، وأصل الثُّديّ: ثُدُويٌ كفُلُوس، اجتمعت فيه الواو، والياء، وسبقت إحداهما بالسكون، فأبدلت الواو ياء، وأدغمت فِي الياء، ثم أبدلت ضمة الدال كسرةً؛ لمناسبة الياء، فصار ثُدِيّا، وإلى هذه القاعدة أشار فِي "الخلاصة" بقوله: