للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

هناك، إن شاء الله تعالى. وأخرجه أيضًا مالك فِي "الموطإ"، ولفظه: عن أبي قتادة، قَالَ: قلت: يا رسول الله، إن لي جمة، أفأرجلها؟ قَالَ: "نعم، وأكرمها"، فكان أبو قتادة ربما دهنها فِي اليوم مرتين، منْ أجل قوله -صلى الله عليه وسلم-: "نعم، وأكرمها". انتهى.

وسيجيء الجمع بين حديث ابن مغفل وأبي قتادة رضي الله تعالى عنهما فِي كلام المنذري رحمه الله تعالى.

وَقَالَ الحافظ وليّ الدين العراقي رحمه الله تعالى: ولا فرق فِي النهي عن التسريح كل يوم، بين الرأس واللحية، وأما حديث أنه كَانَ يُسَرِّح لحيته كل يوم مرتين، فلم أقف عليه بإسناد، ولم أراه إلا فِي "الإحياء"، ولا يخفى ما فيها منْ الاحاديث التي لا أصل لها، ولا فرق بين الرجل والمرأة، لكن الكراهة فيها أخف؛ لأن باب التزيين فِي حقهن، أوسع منه فِي حق الرجال، ومع هَذَا فترك الترفه، والتنعم لهن أولى، كذا فِي "شرح المناوي". أفاده فِي "عون المعبود" ١١/ ١٤٤ - ١٤٥. والله تعالى أعلم بالصواب، وإليه المرجع والمآب، وهو المستعان، وعليه التكلان.

مسائل تتعلّق بهذا الْحَدِيث:

(المسألة الأولى): فِي درجته:

حديث عبد الله بن مغفّل رضي الله تعالى عنه هَذَا صحيح.

[تنبيه]: قَالَ المنذري رحمه الله تعالى: وأخرجه الترمذيّ، والنسائي، وَقَالَ الترمذيّ: حسن صحيح، وأخرجه النسائي أيضًا مرسلا، وأخرجه عن الحسن البصريّ، ومحمد بن سيرين قولهما. وَقَالَ أبو الوليد الباجي: وهذا الْحَدِيث، وإن كَانَ رواته ثقات، إلا أنه لا يثبت، وأحاديث الحسن، عن عبد الله بن مغفل، فيها نظر. هَذَا آخر كلامه. وفيما قاله نظر، وَقَدْ قَالَ الإمام أحمد، ويحيى بن معين، وأبو حاتم الرازي: إن الحسن سمع منْ عبد الله بن مغفل، وَقَدْ صحح الترمذيّ حديثه عنه، كما ذكرنا، غير أن الْحَدِيث فِي إسناده اضطراب. انتهى كلام المنذريّ رحمه الله تعالى.

قَالَ الجامع عفا الله تعالى عنه: أشار بالاضطراب إلى روايات المصنّف فِي هَذَا الباب، حيث رواه منْ طريق هشام بن حسّان موصولاً مرفوعًا، ورواه منْ طريق حماد ابن سلمة، عن قتادة، عن الحسن، عن النبيّ -صلى الله عليه وسلم-، مرسلاً، ورواه منْ طريق يونس بن عُبيد، عن الحسن، وابن سيرين قولهما.

لكن الموصول هو الأرجح هنا؛ لأن له شاهدًا صحيحًا، وهو الْحَدِيث الآتي فِي آخر هَذَا الباب عن رجل منْ أصحاب النبيّ -صلى الله عليه وسلم- قَالَ: "كَانَ نبيّ الله -صلى الله عليه وسلم- ينهانا عن الإرفاه، قلنا: وما الإرفاه؟ قَالَ: الترجّل كلّ يوم". وذكر له الشيخ الألبانيّ شاهدًا آخر منْ