للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

فاحش، والصواب: "عن عبيد الله، عن عبد الكريم"، فتنبّه. والله تعالى أعلم.

٤ - (سعيد بن جُبير) الأسديّ مولاهم الكوفيّ، ثقة ثبت فقيه [٣] ٢٨/ ٤٣٦.

٥ - (ابن عبّاس) عبد الله البحر رضي الله تعالى عنهما ٢٧/ ٣١. والله تعالى أعلم.

لطائف هَذَا الإسناد:

(منها): أنه منْ خماسيات المصنّف رحمه الله تعالى. (ومنها): أن رجاله كلهم رجال الصحيح، غير شيخه، فقد تفرّد به هو وأبو داود. (ومنها): أن فيه ابن عبّاس رضي الله تعالى عنهما منْ العبادلة الأربعة، والمكثرين السبعة، رَوَى (١٦٩٦) حديثًا. والله تعالى أعلم.

شرح الْحَدِيث

(عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ) رضي الله تعالى عنهما. وقوله: (رَفَعَهُ) جملة فِي محلّ نصب عَلَى الحال: أي حال كون ابن عبّاس رضي الله تعالى عنهما رافعاً هَذَا الْحَدِيث إلى النبيّ -صلى الله عليه وسلم-، ونكتة عدول الراوي عن قوله: "قَالَ رسول الله -صلى الله عليه وسلم-"، أو نحوه منْ الألفاظ الصريحة فِي الرفع كونه نسي، أو شكّ فِي صيغة الصحابيّ الذي رواه عنه، هل هي "قَالَ رسول الله"، أو "قَالَ النبيّ"، أو نحو ذلك، مع أنه متثبّت فِي رفعه الْحَدِيث إليه -صلى الله عليه وسلم-، فأتى بصيغة تشمل جميع الصيغ الصالحة لذلك. والله تعالى أعلم.

ولفظ أبي داود: "عن ابن عبّاس، قَالَ: قَالَ رسول الله -صلى الله عليه وسلم- … " (أَنَّهُ قَالَ) الضمير للنبيّ -صلى الله عليه وسلم-؛ لأن قوله: "رفعه" فِي قوّة "قَالَ رسول الله -صلى الله عليه وسلم-" (قَوْمٌ) الظاهر أنه مبتدأ، خبره قوله: "لا يريحون الخ"، وجملة قوله: (يَخْضِبُون) صفة لـ"قوم"، وهو بكسر الضاد المعجمة، منْ باب ضرب: أي يغيّرون الشعر الأبيض منْ الشيب الواقع فِي الرأس، واللحية (بِهَذَا السَّوَادِ) أي باللون الأسود (آخِرَ الزَّمَانِ) ظرف لـ"يخضبون" (كَحَوَاصِلِ الْحَمَامِ) قَالَ فِي "القاموس": الْحَوْصَلُ، والْحَوْصَلاءُ، والْحَوْصَلَةُ، وتُشدّد لامها، منْ الطير، كالمعدة للإنسان. انتهى. و"الحمام" بتخفيف الميم: الطائر المعروف، فالمراد بقوله: "كحواصل الحمام": أي كصدورها، فإنها سُودٌ غالبًا، وأصل الحوصلة: المعدة، لكن المراد هنا الصدر. قَالَ الطيبيّ: معناه كحواصل الحمام فِي الغالب؛ لأن حواصل بعض الحمامات ليست بسود. انتهى. وقيل: يريد بالتشبيه أن المراد السواد الصِّرْف، غير المشوب بلون آخر. (لا يَرِيحُونَ) أي لا يشمّون، يقال: راح يَريح، وراح يراح، وأراح يُريح: إذا وجد رائحة الشيء (رَائِحَةَ الْجَنَّةِ) يعني "وإن ريحها ليوجد منْ مسيرة خمسمائة عام"، كما جاء فِي الْحَدِيث. قيل: المراد أنهم، وإن دخلوا الجنّة، لا