للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

فِي الأرض فِي وقتهم مثلهم: أبو زرعة، وأبو حاتم، وابن وارة. وَقَالَ ابن عقدة، عن ابن خراش: كَانَ محمد بن مسلم، منْ أهل هَذَا الشأن، المتقنين الأمناء، قَالَ: وكنت عند محمد بن مسلم ليلة، فذكر أبا إسحاق السبيعي، فذكر شيوخه، فذكر فِي طَلَقٍ واحد سبعين ومائتي رجل، ثم قَالَ: كَانَ غاية، كَانَ شيئا عجيبا. وذكره ابن حبّان فِي "الثقات"، وَقَالَ: كَانَ صاحب حديث، يحفظ عَلَى صَلَفٍ (١) فيه. وَقَالَ الخطيب: كَانَ متقنا، عالما، حافظا فهما. وَقَالَ الطبراني: ثنا زكريا بن يحيى الساجي، قَالَ: جاء ابن وارة إلى أبي كريب، وكان فِي ابن وارة بَأْءٌ (٢)، فَقَالَ لأبي كريب: ألم يبلغك خبري؟، ألم يأتك نبائي؟ أنا ذو الرحلتين، أنا محمد بن مسلم بن وارة، فَقَالَ له أبو كريب: وارة، وما وارة؟ وما أدراك ما وارة؟ قم فوالله لا حدثتك. وَقَالَ عثمان بن خُرَّزاد: سمعت سليمان الشاذكوني بقول: جاءني ابن وارة، فقعد يَتَقَعَّرُ (٣) فِي كلامه، فقلت: منْ رَوَى: "إن منْ الشعر حكمةً، وإن منْ البيان لسحرا"؟ قَالَ: فَقَالَ: حدثني بعض أصحابنا، فقلت: منْ هم؟ قَالَ: أبو نعيم، وقبيصة، قلت: هات يا غلام الدِّرَّة، فضربته، وقلت ما آمن، إذا خرجت منْ عندي، أن تقول: حدثنا بعض علمائنا. وَقَالَ مسلمة بن قاسم: كَانَ ثقة، منْ الحفاظ، ومن أئمة المسلمين، صاحب سنة. وَقَالَ الحاكم: كَانَ أحد أئمة الْحَدِيث، ويُروى أنه طرق باب رجل منْ المحدثين، فَقَالَ: منْ؟ قَالَ: ابن وارة، أبو الْحَدِيث وأمه. قَالَ ابن المنادي: مات سنة خمس وستين. وَقَالَ ابن مخلد، وابن قانع: مات سنة سبعين ومائتين. تفرّد به النسائيّ بهذا الْحَدِيث فقط.

٢ - (يحيى بن يعلى) بن الحارث بن حرب بن جرير بن عبد الحارث المحاربيّ، أبو زكريّا الكوفيّ، ثقة، منْ صغار [٩].

رَوَى عن أبيه، وزائدة بن قُدامة. وعنه البخاريّ، وروى الباقون سوى الترمذيّ له بواسطة أبي كُريب، ومحمد بن أبي بكر بن أبي شيبة، وعثمان بن أبي شيبة، ومحمد بن عبد الله بن نُمير، ومحمد يحيى بن كثير الْحَرّانيّ، ومحمد بن مسلم بن وَارَة، وإبراهيم ابن يعقوب الْجُوزجانيّ، وأبو بكر بن أبي شيبة، وأبو زرعة، وأبو حاتم، وأحمد بن إبراهيم الدَّوْرقيّ، وعبّاس الدَّوريّ، وعبّاس الترفقيّ، ويعقوب بن سفيان، وإسماعيل سمويه، ومحمد بن الحسين ابن أبي الْحُنين، وأحمد بن مُلاعب، وجعفر بن محمد بن


(١) الصلف بفتحتين: التمدّح بما ليس فيه. اهـ "قاموس".
(٢) أي تكبّر، يقال: بأى فِي نفسه: رفعها، وفخر بها. اهـ "قاموس".
(٣) أي يتشدّق، ويتكلّم بأقصى فمه. اهـ "قاموس".