٧ - (أبو ذرّ) الغفاريّ الصحابيّ المشهور، اختُلف فِي اسمه، والأصحّ أنه جندب بن جُنادة، وقيل: برير -مصغّرًا، ومكبّرًا- واختلف فِي اسم أبيه، فقيل: جندب، وقيل: عشرقة، وقيل: عبد الله، وقيل: السكن، تقدّم إسلامه، وتأخرت هجرته، فلم يشهد بدراً، ومناقبه كثيرة جدًّا، مات -رضي الله عنه- سنة (٣٢) فِي خلافة عثمان -رضي الله عنه-، تقدّمت ترجمته مستوفاةً فِي ٢٠٣/ ٣٢٢. والله تعالى أعلم.
لطائف هَذَا الإسناد:
(منها): أنه منْ سباعيات المصنّف رحمه الله تعالى. (ومنها): أن رجاله كلهم رجال الصحيح، سوى شيخه، وشيخ شيخه، فمن أفراده. (ومنها): أنه مسلسل بالكوفيين، غير شيخه، فرازيّ، والصحابيّ -رضي الله عنه- فمدنيّ. (ومنها): أن فيه رواية تابعيّ عن تابعيّ. والله تعالى أعلم.
شرح الْحَدِيث
(عَنْ أَبِي ذَرٍّ) الغفاريّ رضي الله تعالى عنه (عنِ النَّبِيِّ -صلى الله عليه وسلم-) أنه (قَالَ: "أَفْضَلُ مَا غَيَّرْتُمْ بِهِ) "أفضل": مبتدأ، خبره "الحناء، والكتم" (الشَّمَطَ) قَالَ المجد فِي "القاموس": الشَّمَطُ -محرّكةً-: بياض الرأس، يُخالط سواده، شَمِطَ، كفرِح، وأشمط، واشمطّ، واشماطّ، واشمأطّ، كاطمأنّ، فهو أشمط. انتهى. (الْحِنَّاءُ) بكسر الحاء المهملة، وتشديد النون، والمد-: معروفٌ، والحنّاءة أخصّ منه، والجمع حِنّانٌ، قَالَ الشاعر [منْ الكامل]:
قاله فِي "اللسان" (وَالْكَتَمُ) بفتحتين: نبتٌ فيه حمرة، يُخلَطُ بالْوَسْمَة، ويُختضَبُ به للسواد، وفي كتب الطبّ: الكتم منْ نبات الجبال، ورقه كورق الآس، يُخضب به مدقوقًا، وله ثمرٌ كقدر الْفُلفُل، ويسوَدُّ إذا نضج، وَقَدْ يُعتصر منه دهنٌ، يُستصبح به فِي البوادي. قاله الفيّوميّ.
وَقَالَ السنديّ رحمه الله تعالى: "الكتم" بكاف، وتاء مثنّاة منْ فوقُ، مفتوحتين، والمشهور تخفيف التاء، وبعضهم يُشدّدها: نبت يُخلط بالحنّاء، ويُخضَبُ به الشعر، ثم قيل: المراد هاهنا استعمال كلّ منهما بالانفراد؛ لأن اجتماعهما يحصل به السواد، وهو منهيّ عنه، ويحتمل أن المراد المجموع، والنهي عن السواد الخالص. والله تعالى أعلم. انتهى.