للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

٦ - (معاوية بن أبي سفيان) صخر بن حرب الأمويّ الصحابيّ المشهور، أبو عبد الرحمن الخليفة، أسلم قبل الفتح، وكتب الوحي للنبيّ -صلى الله عليه وسلم-، ومات -صلى الله عليه وسلم- فِي رَجَب سنة (٦٠) وَقَدْ قارب (٨٠). والله تعالى أعلم.

لطائف هَذَا الإسناد:

(منها): أنه منْ سداسيات المصنّف رحمه الله تعالى. (ومنها): أن رجاله كلهم رجال الصحيح. (ومنها): أنه مسلسل بالمدنيين، غير شيخه، وابن وهب، فمصريان. (ومنها): أن فيه رواية الابن عن أبيه، وتابعي عن تابعيّ. والله تعالى أعلم.

شرح الْحَدِيث

(عَنْ سَعِيدٍ) بن أبي سعيد (الْمَقْبُرِيِّ) بفتح الميم، وسكون القاف، وضمّ الموحّدة: نسبة إلى مقبرة المدينة؛ لمجاورته لها، أو لأن عمر -رضي الله عنه- ولّاه شؤون الموتى بها (قَالَ: رَأَيْتُ مُعَاوِيَةَ بْنَ أَبِي سُفْيَانَ) صخر بن حرب رضي الله تعالى عنهما (عَلَى الْمِنْبَرِ) النبويّ، وكان ذلك فِي آخر قَدْمة قدمها، وكان فِي سنة إحدى وخمسين منْ الهجرة، وهي آخر حجة حجّها فِي خلافته -رضي الله عنه-، قاله فِي "الفتح" ٧/ ١٩٧ - ١٩٨ فِي "كتاب أحاديث الأنبياء" الْحَدِيث رقم (٣٤٦٨) (وَمَعَهُ فِي يَدِهِ كُبَّةٌ) بضمّ الكاف، وتشديد الموحّدة: هي الشعر المكفوف بعضه عَلَى بعض. وفي الرواية الآتية فِي ٦٧/ ٥٢٤٧ - منْ طريق الزهريّ، عن حميد بن عبد الرحمن، قَالَ: سمعت معاوية، وهو عَلَى المنبر، وأخرج منْ كُمّه قُصّة منْ شعر … "، وهي بضم القاف، وتشديد الصاد المهملة: الْخُصْلة منْ الشعر. قاله فِي "الفتح"، وَقَالَ الأصمعيّ، وغيره: هي شعر مقدّم الرأس المقبل عَلَى الجبهة، وقيل: شعر الناصية. ذكره النوويّ فِي شرحه لصحيح مسلم ١٤/ ١٠٨ (مِنْ كُبَبِ النِّسَاءِ) بضم، ففتح: جمع كُبّة، كغُرف وغُرْفة (مِنْ شَعْرٍ) بيان للكبب، و"الشعر" بفتحتين، أو بفتح، فسكون (فَقَالَ: مَا بَالُ الْمُسْلِمَاتِ) أي ما حالهنّ، وما شأنهنّ (يَصْنَعْنَ مِثْلَ هَذَا) الصنيع المنكر (إِنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم-، يَقُولُ: "أَيُّمَا امْرَأَةٍ زَادَتْ فِي رَأْسِهَا شَعْرًا لَيْسَ مِنْهُ) هَذَا يفهم منه أنه لو تقطّع منْ شعرها شيء، فوصلته به جاز (فَإِنَّهُ زُورٌ) بضم الزاي، وسكون الواو: أي باطل وكذبٌ محرّم، قَالَ القرطبيّ رحمه الله تعالى: الزور فِي هَذَا الْحَدِيث قول الباطل، والشهادة بالكذب، وأصل التزوير: التمويه بما ليس بصحيح. انتهى "المفهم" ٥/ ٤٤٨. وذكر المجد فِي "القاموس" للزور معاني كثيرة، منها: الكذب، والشرك بالله تعالى، وأعياد اليهود والنصارى، والباطل، وغير ذلك. انتهى. وَقَالَ الفيّوميّ: الزُّور: الكذب، قَالَ الله عز