للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

وجل: {وَالَّذِينَ لَا يَشْهَدُونَ الزُّورَ} الآية [الفرقان: ٧٢]، وزوّر كلامه: أي زخرفه. (تَزِيدُ فِيهِ) أي فِي رأسها، يعني أنه زيادة محرّمة، لا يجوز لها أن تتعاطاه. وفي رواية حميد المذكورة: "فَقَالَ: يا أهل المدينة أين علماؤكم، سمعت النبيّ -صلى الله عليه وسلم- ينهى عن مثل هذه، وَقَالَ: إنما هلكت بنو إسرائيل حين اتّخذ نساؤهم مثل هَذَا". وفي الرواية الآتية منْ طريق قتادة، عن ابن المسيّب، عن معاوية -رضي الله عنه- أنه قَالَ: يا أيها النَّاس إن النبيّ -صلى الله عليه وسلم- نهاكم عن الزور، قَالَ: وجاء بخرقة سوداء، فألقاها بين أيديهم، فَقَالَ: هَذَا تجعله المرأة فِي رأسها، ثم تختمر عليه". وفي رواية البخاريّ: "وتناول قُصّةً منْ شعر، كانت بيد حرسيّ، أين علماؤكم؟ سمعت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ينهى عن مثل هذه، ويقول: إنما هلكت بنو إسرائيل حين اتخذ هذه نساؤهم".

وقوله: "وتناول قصة": "القصة" -بضم القاف، وتشديد المهملة: الخصلة منْ الشعر. و"الحرسي" -بفتح الحاء والراء، وبالسين المهملات-: نسبة إلى الْحَرَس، وهم خَدَم الأمير، الذين يحرسونه، ويقال للواحد حَرَسيّ؛ لأنه اسم جنس. وعند الطبراني، منْ طريق عروة، عن معاوية منْ الزيادة، قَالَ: "وجدت هذه عند أهلي، وزعموا أن النِّساء يزدنه فِي شعورهن"، وهذا يدلّ عَلَى أنه لم يكن يُعرف ذلك فِي النِّساء قبل ذلك. وفي رواية سعيد بن المسيب: "ما كنت أرى يفعل ذلك إلا اليهود".

وقوله: "أين علماؤكم؟ ": فيه إشارة إلى قلة العلماء يومئذ بالمدينة، ويحتمل أنه أراد بذلك إحضارهم؛ ليستعين بهم عَلَى ما أراد منْ إنكار ذلك، أو لينكر عليهم سكوتهم عن إنكارهم هَذَا الفعل قبل ذلك.

وقوله: "إنما هلكت بنو إسرائيل فِي رواية معمر عند مسلم: "إنما عُذّب بنو إسرائيل ووقع فِي رواية سعيد بن المسيب المذكورة: "أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- بلغه، فسماه الزور"، وفي رواية قتادة، عن سعيد، عند مسلم: "نهى عن الزور وفي آخره: "ألا وهذا الزور قَالَ قتادة: يعني ما تكثر به النِّساء أشعارهن منْ الخرق. قاله فِي "الفتح" ١١/ ٥٧١. والله تعالى أعلم بالصواب، وإليه المرجع والمآب، وهو المستعان، وعليه التكلان.

مسائل تتعلّق بهذا الْحَدِيث:

(المسألة الأولى): فِي درجته:

حديث معاوية رضي الله تعالى عنه هَذَا متَّفقٌ عليه.

(المسألة الثانية): فِي بيان مواضع ذكر المصنّف له، وفيمن أخرجه معه:

أخرجه هنا -٢١/ ٥٠٩٤ و٥٠٩٥ و٦٧/ ٥٢٤٧ و٥٢٤٨ و٦٨/ ٥٢٤٩ و٥٢٥٠ -