للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

وفي "الكبرى" ٢٧/ ٩٣٦٩ و٩٣٧٠ و٩٣٧١. وأخرجه (خ) فِي "أحاديث الأنبياء" ٣٤٦٨ و٣٤٨٨ و"اللباس" ٥٩٣٣ و٥٩٣٨ (م) فِي "اللباس" ٢١٢٧ (د) فِي "الترجّل" ٤١٦٧ (ت) فِي "الأدب" ٢٧٨١ (أحمد) فِي "مسند الشاميين" ١٦٣٨٨ و١٦٤٠١ و١٦٤٢٣ و١٦٤٨٢ (الموطأ) فِي "الجامع" ١٧٦٥. والله تعالى أعلم.

(المسألة الثالثة): فِي فوائده:

(منها): ما ترجم له المصنّف رحمه الله تعالى، وهو بيان حكم وصل الشعر بالشعر، وهو التحريم. (ومنها): أنه يدلّ عَلَى تحريم الغشّ، وأنوع الخِداع، والتدليس. (ومنها): أن فيه جواز إبقاء الشعر، وعدم وجوب دفنه. (ومنها): أن فيه قيام الإمام بالنهي عَلَى المنبر، ولاسيما إذا رآه فاشيا، فيفشي إنكاره تأكيدا؛ ليحذر منه. (ومنها): أن فيه إنذارَ مَنْ عمل المعصية، بوقوع الهلاك بمن فعلها قبله، كما قَالَ تعالى: {وَمَا هِيَ مِنَ الظَّالِمِينَ بِبَعِيدٍ} [هود: ٨٣]. (ومنها): فيه جواز تناول الشيء فِي الخطبة؛ ليراه منْ لم يكن رآه للمصلحة الدينية. (ومنها): أن فيه إباحة الْحَدِيث عن بني إسرائيل، وكذا غيرهم منْ الأمم؛ للتحذير مما عصوا فيه. (ومنها): ما قيل: إن فيه طهارةَ شعر الآدمي؛ لعدم الاستفصال، وإيقاع المنع عَلَى فعل الوصل، لا عَلَى كون الشعر نجسا. وفيه نظر. قاله فِي "الفتح" ١١/ ٥٧٤.

(ومنها): ما قاله القرطبيّ رحمه الله تعالى: هَذَا الْحَدِيث حجة واضحة عَلَى إبطال قول منْ قصر التحريم عَلَى وصل الشعر، وذلك لأن معاوية -رضي الله عنه- فسّر الزور المنهيّ عنه فِي هَذَا الْحَدِيث بالخِرَق التي يكثر النِّساء بها شعورهنّ بقوله: "ألا وهذا الزور"، وذلك فِي رواية قتادة، عن ابن المسيّب المتقدّمة، وعند مسلم: أنه قَالَ ذات يوم: إنكم قد أحدثتم زِيَّ سوء، وإن نبيّ الله -صلى الله عليه وسلم- نهى عن الزور، قَالَ: وجاء رجلٌ بعصًا عَلَى رأسها خرقةٌ، قَالَ معاوية: ألا وهذا الزور"، وزاده قتادة وضوحًا، فَقَالَ: يعني ما يكثّر به النِّساء أشعارهنّ منْ الخرق. انتهى.

(ومنها): أنه يستفاد منْ رواية قتادة المتقدّمة التي فيها زيادة منعِ تكثير شعر الرأس بالخرق، منع المرأة فيما لو كانت مثلا، قد تمزق شعرها، فتضع عوضه خرقا، توهم أنها شعر، وَقَدْ أخرج مسلم عقب حديث معاوية -رضي الله عنه- هَذَا حديث أبي هريرة -رضي الله عنه- وفيه: "ونساء كاسيات، عاريات، رءوسهن كأسنمة الْبُخْتِ قَالَ النوويّ: يعني يُكَبّرنها، ويعظمنها بلف عمامة، أو عصابة، أو نحوها، قَالَ: وفي الْحَدِيث ذم ذلك. وَقَالَ القرطبيّ: "البخت" -بضم الموحدة، وسكون المعجمة، ثم مثناة-: جمع بختية، وهي ضرب منْ الإبل، عظام الأسنمة، والأسمنة -بالنون-: جمع سنام، وهو أعلى ما