ومنه قيل للأحداث: زُعْرَانٌ. وزَعِرَ الشعر، والرِّيشُ، والوَبَرُ زَعَرًا، وهو زَعِرٌ، وأزعرُ، والجمع زُعْرٌ، وازْعَرَّ: قَلَّ، وتفرّقَ. انتهى.
(أَيَصْلُحُ) بضم اللام، وفتحها، يقال: صَلَح الشيء صُلُوحاً، منْ باب قعد، وصَلاحاً أيضًا، وصَلُح بالضمّ لغة، وهو خلاف فسد، وصَلَحَ يصلَحُ بفتحتين لغة ثالثةٌ. قاله الفيّوميّ (أَنْ أَصِلَ) بكسر الصاد المهملة، منْ باب وعد (فِي شَعْرِي؟) أي أيجوز لي وصل شعر رأسي بشعر آخر؛ لكونه قليلاً؟ (فَقَالَ) عبد الله -رضي الله عنه- (لا) يجوز أن تكون نافية: أي لا يجوز لك ذلك، ويجوز أن تكون ناهية: أي لا تفعلي (قَالَتْ: أَشَيْءٌ سَمِعْتَهُ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم-) أي هَذَا الذي أخبرتني به منْ عدم جواز الوصل، أو منْ النهي عنه قاله النبيّ -صلى الله عليه وسلم-، وسمعته منه؟ (أَوْ تَجِدُهُ فِي كِتَابِ اللَّهِ؟) أي أو ذُكر فِي القرآن، ووجدته فيه؟ (قَالَ) عبد الله -رضي الله عنه- (بَلْ سمِعتُهُ) أي سمعت هَذَا الذي قلت لكِ (مِنْ رَسُولِ اللهِ -صلى الله عليه وسلم-) حيث لعن -صلى الله عليه وسلم- الواصلة (وَأَجِدُهُ فِي كِتَابِ اللَّهِ) سبحانه وتعالى، حيث إنه أمر بالانتهاء عما نهى عنه النبيّ -صلى الله عليه وسلم-.
[تنبيه]: وقع فِي معظم نسخ "المجتبى" التي بين يديّ: ما لفظه: "قَالَ: لا، بل سمعته الخ"، ووقع فِي بعض النسخ، وهو الذي فِي "الكبرى" بحذف كلمة "لا"، وهو الظاهر، وللأول وجه أيضًا، وذلك أن يقدّر المنفيّ: أي لا أقوله منْ رأيي، بل سمعته منْ رسول الله -صلى الله عليه وسلم- الخ. والله تعالى أعلم بالصواب.
وقوله:(وَسَاقَ الْحَدِيثَ) أي ساق الراوي الْحَدِيث بتمامه، وفيه أن الْحَدِيث مختصرٌ منْ مطوّل، وَقَدْ ساقه الإمام أحمد رحمه الله تعالى فِي "مسنده"(١) بتمامه، ونصّه:
٣٩٣٥ - حدثنا عبد الوهاب بن عطاء، أنبأنا سعيد بن أبي عروبة، عن قتادة، عن عزرة، عن الحسن العُرَني، عن يحيى بن الجزار، عن مسروق: أن امرأة جاءت إلى ابن مسعود، فقالت: أُنبئت أنك تنهى عن الواصلة، قَالَ: نعم، فقالت: أشيء تجده فِي كتاب الله، أم سمعته عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، فَقَالَ: أجده فِي كتاب الله، وعن رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، فقالت: والله لقد تصفحت ما بين دَفَّتي المصحف، فما وجدت فيه الذي تقول،
(١) إنما عدلت لرواية أحمد، مع أن الْحَدِيث فِي "الصحيحين"، كما يأتي قريباً؛ لأن رواية أحمد منْ طريق المصنّف، فيتناسب مع قوله: "وساق الْحَدِيث"، فتنبّه. والله تعالى أعلم.