٣ - (عمارة) بن القعقاع بن شُبْرُمة الضّبّيّ الكوفيّ، ثقة [٦] ٤٨/ ٦٠.
٤ - (أبو زرعة) بن عمرو بن جرير بن عبد الله البجليّ الكوفيّ، قيل: اسمه هرم، وقيل: غير ذلك، ثقة [٣] ٤٣/ ٥٠.
٥ - (أبو هريرة) رضي الله تعالى عنه ١/ ١. والله تعالى أعلم.
لطائف هَذَا الإسناد:
(منها): أنه منْ خماسيات المصنّف رحمه الله تعالى. (ومنها): أن رجاله كلهم رجال الصحيح. (ومنها): أنه مسلسل بثقات الكوفيين، غير شيخه، وَقَدْ دخلها. (ومنها): أن فيه أبا هريرة رأس المكثرين منْ الرواية، رَوَى (٥٣٧٤) حديثًا. والله تعالى أعلم.
شرح الْحَدِيث
(عَنْ أَبِى هُرَيْرَةَ) رضي الله تعالى عنه، أنه (قَالَ أُتِيَ عُمَرُ) بالبناء للمفعول، أي ابن الخطّاب -رضي الله عنه- (بِامْرَأَةٍ) لم تسمّ هذه المرأة. قاله فِي "الفتح"(تَشِمُ) بفتح أوله، وكسر ثانيه، منْ باب وعد: أن تفعل الوشم، وَقَدْ تقدّم أنه غرز الإبرة، أو نحوها فِي العضو حَتَّى يسيل منه الدم، ثم يُحشى بنورة، أو غيرها، حَتَّى يخضرّ (فَقَالَ) عمر -رضي الله عنه- (أَنْشُدُكُمْ بِاللهِ) بضمّ الدال المهملة، يقال: نشدته اللهَ، وبالله أنشدُه، منْ باب نصر: أي سألته به مقسماً عليه.
(هَلْ سَمِعَ أَحَدٌ مِنْكُمْ، مِنْ رَسُولِ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم-؟) أي حكمه فِي شأن الوشم، وفي رواية البخاريّ:"أنشدكم بالله منْ سمع منْ النبيّ -صلى الله عليه وسلم- فِي الوشم".
قَالَ فِي "الفتح" ١١/ ٥٧٨: يحتمل أن يكون عمر -رضي الله عنه- سمع الزجر عن ذلك، فأراد أن يستثبت فيه، أو كَانَ نسيه، فأراد أن يتذكّره، أو بلغه ممن لم يصرّح بسماعه منْ النبيّ -صلى الله عليه وسلم-، فأراد أن يسمعه ممن سمعه منه -صلى الله عليه وسلم-. انتهى.
(قَالَ أَبُو هُرَيْرَةَ) -رضي الله عنه- (فَقُمْتُ، فَقُلْتُ: يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ، أَنَا سَمِعْتُهُ) -صلى الله عليه وسلم- (قَالَ) عمر -رضي الله عنه- (فَمَا سَمِعْتَهُ؟) أي فأي شيء سمعته منه -صلى الله عليه وسلم- فِي ذلك؟ (قُلْتُ سَمِعْتُهُ يَقُولُ:"لَا) ناهية (تَشِمْنَ) بفتح أوله، وكسر المعجمة، وسكون الميم، ثم نون خطاب جمع المؤنّث، والفعل معها فِي محل جزم مبنيّ عَلَى السكون، كما قَالَ فِي "الخلاصة":