للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

رَوَى عن أبي هريرة. وعنه عاصم بن عبيد الله، وعبد الرحمن بن الحارث بن عُبيد، وعبد الكريم شيخ لليث بن أبي سُليم، وفُليح بن الشماسيّ. قَالَ البخاريّ: وَقَالَ مؤمّل: عُبيد بن كثير. وذكره ابن حبّان فِي "الثقات". وجزم بما حكاه البخاريّ، عن مؤمّل منْ أن اسم أبي عُبيد كثير. وَقَالَ العجليّ: تابعيّ ثقة. رَوَى له أبو داود، والنسائي، وابن ماجه حديثًا واحداً فِي ذمّ تطيّب المرأة إذا خرجت إلى المسجد -يعني حديث الباب- قاله فِي "تهذيب التهذيب" ٣/ ٣٨.

٦ - (أبو هريرة) رضي الله تعالى عنه ١/ ١. والله تعالى أعلم.

لطائف هَذَا الإسناد:

(منها): أنه منْ سداسيات المصنّف رحمه الله تعالى. (ومنها): أن رجاله كلهم ثقات. (ومنها): أن فيه رواية تابعيّ عن تابعيّ، وفيه أبو هريرة -رضي الله عنه- أحفظ منْ رَوَى الْحَدِيث فِي عصره.

(ومنها): أن فيه قوله: "عن رجل ثقة" بالإبهام، وَقَدْ اختَلَفَ العلماء فِي توثيق المبهم، هل يُقبل، أم لا؟:

قَالَ فِي "التقريب" مع شرحه "التدريب": وإذا قَالَ: حدّثني الثقة، أو نحوه، منْ غير أن يسمّيه، لم يُكتفَ به فِي التعديل عَلَى الصحيح، حَتَّى يسميه؛ لأنه وإن كَانَ ثقة عنده، فربما لو سمّاه لكان ممن جرحه غيره بجرح قادح، بل إضرابه عن تسميته ريبة توقع تردّداً فِي القلب، بل زاد الخطيب أنه لو صرّح بأن كلّ شيوخه ثقات، ثم رَوَى عمن لم يسمه لم يُعمل بتزكيته؛ لجواز أن يُعرف إذا ذكره بغير العدالة. وقيل: يُكتفى بذلك مطلقًا، كما لو عيّنه؛ لأنه مأمون فِي الحالتين. فإن كَانَ القائل عالمًا مجتهدًا، كمالك، والشافعيّ، وكثيرًا ما يفعلان ذلك، كَفَى فِي حقّ موافقه فِي المذهب، لا غيره عند بعض المحققين، قَالَ ابن الصبّاغ: لأنه لم يورد ذلك احتجاجاً بالخبر عَلَى غيره، بل يذكر لأصحابه قيام الحجة عنده عَلَى الحكم، وَقَدْ عَرف هو منْ رَوَى عنه ذلك، واختاره إمام الحرمين، ورجحه الرافعيّ فِي "شرح المسند"، وفرضه فِي صدور ذلك منْ أهل التعديل. وقيل: لا يكفي أيضًا حَتَّى يقول: كل منْ أروي لكم عنه، ولم أسمه فهو عدل. قَالَ الخطيب: وَقَدْ يوجد فِي بعض منْ أبهموه الضعف؛ لخفاء حاله، كرواية مالك عن عبد الكريم بن أبي المخارق. انتهى "التقريب مع شرحه التدريب" ١/ ٣١٠ - ٣١١.

وإلى هَذَا أشار الحافظ السيوطيّ رحمه الله تعالى فِي "ألفية الْحَدِيث"، حيث قَالَ:

وَإِنْ يَقُلْ حَدَّثَ مَنْ لا أتَّهِمْ … أَوْ ثِقَةٌ أَوْ كُلُّ شَيْخٍ لِي وُسِمْ