للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

بِثِقَةٍ ثُمَّ رَوَى عَنْ مُبْهَمِ … لا يُكْتَفَى عَلَى الصَّحِيحِ فَاعْلَمِ

وَيُكْتَفَى مِنْ عَالِمٍ فِي حَقِّ مَنْ … قَلَّدَهُ وقِيلَ لا مَا لَمْ يُبَنْ

والله تعالى أعلم.

شرح الْحَدِيث

(عَنْ رَجُلٍ ثِقَةٍ) غير مسمّى، قَالَ الحافظ فِي "النكت الظِّراف": هَذَا الذي لم يسمّه صفوان بن سليم، سمّاه عاصم بن عُبيد الله بن عاصم، عن عمّه، عن أبي هريرة، أخرجه أحمد منْ وجه آخر عن شعبة، وعن سفيان، وأخرجه أيضاً ابن عيينة، عن عاصم، لكن عنده عن مولى ابن أبي رُهْم. انتهى.

قَالَ الجامع عفا الله تعالى عنه: قوله: "عن عمّه" هكذا نسخة "النكت"، والظاهر أنه مصحّف عن "عُبيد"؛ لأنه الذي عند الإمام أحمد رحمه الله تعالى، فقد رواه فِي "مسنده" ٢/ ٤٦١: عن عبد الرحمن بن مهديّ، عن سفيان الثوريّ، عن عاصم بن عبيد الله، عن عُبيد، مولى أبي رهم، قَالَ: خرجت مع أبي هريرة -رضي الله عنه- منْ المسجد … الْحَدِيث. و٢/ ٤٤٤ عن وكيع، عن سفيان، عن عاصم، عن عبيد، مولى أبي رُهم. ورواه فِي ٢/ ٢٩٧ - عن محمد بن جعفر -غندر- عن شعبة، عن عاصم بن عبيد الله، عن عبيد، مولى لأبي رهم، عن أبي هريرة -رضي الله عنه- … الْحَدِيث. ورواه عن ابن عيينة، عن عاصم، عن مولى ابن أبي رهم، عن أبي هريرة -رضي الله عنه-. والله تعالى أعلم.

(عَنْ أَبِى هُرَيْرَةَ) -رضي الله عنه-، أنه (قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ -صلى الله عليه وسلم-: "إِذَا خَرَجَتِ الْمَرْأَةُ) أي منْ بيتها (إِلَى الْمَسْجِدِ، فَلْتَغْتَسِلْ مِنَ الطِّيبِ) قَالَ السنديّ رحمه الله تعالى: ظاهر أنها إذا أرادت الخروج إلى المسجد، وهي قد استُعملت الطيب فِي البدن، فلتغتسل منه، وتبالغ فيه، كما تبالغ فِي غسل الجنابة، حَتَّى يزول عنها الطيب بالكلّيّة، ثم لتخرج، ومثله قوله تعالى: {فإِذا قرأت القُرآن فاستعِذ بِاللهِ} الآية [النحل: ٩٨]، لا أنها إذا خرجت بطيب، ثم رجعت، فعليها الغسل لذلك، لكن رواية أبي داود ظاهرة فِي الثاني، فقيل: أمرها بذلك تشديدًا عليها، وتشنيعًا لفعلها، وتشبيهًا له بالزنا، وذلك لأنها هيّجت بالتعطّر شهوات الرجال، وفتحت باب عيونهم التي بمنزلة بريد الزنا، فحكم عليها بما يحكم عَلَى الزاني منْ الاغتسال منْ الجنابة. والله تعالى أعلم. انتهى "شرح السنديّ" ٨/ ١٥٤.

(كَمَا تَغْتَسِلُ مِنَ الْجَنَابَةِ) أي غسلاً مماثلاً لغسل الجنابة فِي استيعاب جميع الجسد، قَالَ القاري: بأن تَعُمّ جميع بدنها بالماء، إن كانت تطيّبت فِي جميع بدنها؛ ليزول عنها