ومحمد بن هشام بن أبي الزميل، ومحمد بن إسحاق السراج، وابن صاعد، ومحمد بن هارون الحضرميّ، وآخرون. وسمع منه أحمد، ويحيى. قَالَ ابن حبّان فِي "الثقات": مستقيم الْحَدِيث. وَقَالَ الخطيب: كَانَ ثقة. وَقَالَ السراج: سمعته يقول: وُلدت فِي آخر سنة ستين ومائة، أو أول سنة إحدى، وتُوفّي ببغداد سنة اثنتين وخمسين ومائتين، وفيها أرّخه البغوي، وزاد فِي رَجَب. وأرّخه بن قانع فِي سنة إحدى وخمسين. وفي "الزهرة": رَوَى عنه البخاريّ ثلاثة أحاديث، لكنه جعله الذي قبله -يعني محمد بن هشام بن شَبيب- فوهم. رَوَى عنه البخاريّ، ومسلم، والمصنّف، وأبو داود، وله فِي هَذَا الكتاب حديث الباب فقط.
٢ - (أبو علقمة الفرويّ، عبد الله بن محمد) بن عبد الله بن أبي فروة الأمويّ مولاهم المدنيّ، صدوقٌ، عُمّر مائة سنة، ومات سنة (١٩٠)[٨] ٨/ ٥١٠.
٣ - (يزيد بن خُصيفة) هو يزيد بن عبد الله بن خُصيفة بن عبد الله بن يزيد الكنديّ المدنيّ، نُسب لجدّه، ثقة [٥] ٥٠/ ٩٦٠.
٥ - (أبو هريرة) رضي الله تعالى عنه ١/ ١. والله تعالى أعلم.
لطائف هَذَا الإسناد:
(منها): أنه منْ خماسيات المصنّف رحمه الله تعالى. (ومنها): أن رجاله كلهم رجال الصحيح، غير شيخه، كما مرّ آنفاً. (ومنها): أنه مسلسل بالمدنيين، غير شيخه، كما مرّ آنفاً أيضًا. (ومنها): أن فيه رواية تابعيّ عن تابعيّ. والله تعالى أعلم.
شرح الْحَدِيث
(عَنْ أَبِى هُرَيْرَةَ) رضي الله تعالى عنه، أنه (قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ -صلى الله عليه وسلم-: "أَيُّمَا امْرَأَةٍ) "أيما" شرطيّة، جوابها قوله: "فلا تشهد" (أَصَابَتْ بَخُورًا) بفتح الباء الموحّدة، وضمّ الخاء المعجمة، كصبور: ما يُتبخّر به، والمراد به هنا ما ظهر ريحه (فَلَا) ناهية، ولذا جُزم بها قوله (تَشْهَدْ) أي لا تحضر (مَعَنَا الْعِشَاءَ الآخِرَةَ) أي لأن الليل مظنّة الفتنة، فالتخصيص بالعشاء الآخرة لمزيد التأكيد، أو لأن النِّساء يخرجن فِي العشاء الآخرة إلى المسجد، فنهاهنّ عن الحضور متطيبّات. وَقَالَ السنديّ: لعلّ التخصيص به؛ لأن الخوف عليهنّ فِي الليل أكثر، أو لأن عادتهنّ استعمال البخُور فِي الليل لأزواجهنّ. انتهى. والله تعالى أعلم بالصواب، وإليه المرجع والمآب، وهو المستعان، وعليه التكلان.