للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

فلذا نصب هنا "طيباً"، كقوله تعالى: {لَا تَقْرَبُوا الصَّلَاةَ وَأَنْتُمْ سُكَارَى} الآية [النِّساء: ٤٣]، وقوله: {وَلَا تَقْرَبُوا الزِّنَا} الآية [الإسراء: ٣٢]، فتنبّه.

[تنبيه]: صنيع المصنّف رحمه الله تعالى فِي "الكبرى" أولى مما هنا، فإنه ترجم لهذا الْحَدِيث بما نصّه:

"ذِكرُ الاختلاف عَلَى الليث بن سعد":

٩٤٢٨ - أخبرنا قتيبة بن سعيد، قَالَ: ثنا الليث، عن عُبيد الله بن أبي جعفر (١)، عن بُكير بن عبد الله بن الأشجّ، عن بشر بن سعيد، عن زينب الثقفيّة، أن النبيّ -صلى الله عليه وسلم- قَالَ: "أيّتُكنّ خرجت إلى المسجد، فلا تقرَبنّ طيباً".

خالفه عثمان بن سعيد، رواه عن الليث، عن بُكير، ثم ساق رواية عثمان الماضية، ثم قَالَ: قَالَ أبو عبد الرحمن: وحديث قتيبة أولى بالصواب منْ الذي بعده. والله أعلم.

قَالَ الجامع عفا الله تعالى عنه؛ حاصل ما أشار إليه المصنّف رحمه الله تعالى أنه وقع اختلاف عَلَى الليث بن سعد فِي هَذَا الْحَدِيث، فرواه قتيبة عنه، عن عبيد الله بن أبي جعفر، عن بُكير، فأثبت الواسطة بين الليث، وبين بُكير، وخالفه عثمان بن سعيد، فرواه عن الليث، عن بُكير نفسه، فأسقط الواسطة، والصواب رواية قتيبة بإثبات الواسطة؛ لأنه أحفظ، وأثبت منْ عثمان بن سعيد. والله تعالى أعلم بالصواب، وإليه المرجع والمآب، وهو حسبنا، ونعم الوكيل.

٥١٣٤ - (أَخْبَرَنَا عَمْرُو بْنُ عَلِيٍّ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو دَاوُدَ، قَالَ: حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ سَعْدٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الْقُرَشِيِّ، عَنْ بُكَيْرِ بْنِ الأَشَجِّ، عَنْ زَيْنَبَ الثَّقَفِيَّةِ، امْرَأَةِ عَبْدِ اللَّهِ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم-، أَمَرَهَا أَنْ لَا تَمَسَّ الطِّيبَ، إِذَا خَرَجَتْ إِلَى الْعِشَاءِ الآخِرَةِ).

قَالَ الجامع عفا الله تعالى عنه: "عمرو بن عليّ": هو الفلّاس. و"أبو داود": هو سليمان بن داود الطيالسيّ. و"إبراهيم بن سعد": هو الزهريّ المدنيّ المذكور فِي الباب الماضي.

و"محمد بن عبد الله" بن عمرو بن هشام القرشيّ العامريّ، الحجازيّ مقبول [٧].

رَوَى عن بُكير بن عبد الله بن الأشجّ. وعنه صالح بن كيسان، وسعد بن إبراهيم، وعبد الرحمن بن إسحاق المدنيّ، وإبراهيم بن سعد بن إبراهيم، إن كَانَ محفوظًا. ذكره ابن حبّان فِي "الثقات". تفرّد به المصنّف بهذا الْحَدِيث، كرره ثلاث مرّات:


(١) "عبيد الله بن أبي جعفر" المصريّ، أبو بكر الفقيه، مولى بني كنانة، أو أمية، قيل: اسم أبيه يسار، ثقة فقيه عابد [٥] ٨٣/ ٢٥٨٥.