قَالَ الجامع عفا الله تعالى عنه:"يوسف بن سعيد": هو الْمِصّيصيّ الثقة الحافظ [١١] منْ أفراد المصنّف. و"حجّاجٌ": هو ابن محمد الأعور. و"زياد بن سعد": هو الخراسانيّ، نزيل مكة، ثم اليمن الثقة الثبت، قَالَ ابن عيينة: كَانَ أثبت أصحاب الزهريّ [٦].
وقوله:(قَالَ أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ) أي النسائيّ (وَهَذَا) أي الْحَدِيث المذكور (غير محفوظ منْ حديث الزهريّ) يعني أن كونه منْ حديث الزهريّ، عن بُسر غير صحيح، وإنما الصحيح أنه منْ حديث بكير، عن بسر، وذلك لأن الحفّاظ رووه هكذا، وأما طريق الزهريّ، فهي منْ رواية سُنيدٍ كما سيأتي، وَقَدْ تفرد بها، وهو ضعيف، مع مخالفته للأثبات الحفّاظ. والله تعالى أعلم.
(تنبيهات):
[الأول]: كتب الحافظ رحمه الله تعالى فِي "النكت الظراف" ١١/ ٣٢٨ عند قوله: "وعن يوسف بن سعيد، بلغني عن حجاج"-: ما نصّه:
قَالَ ابن أبي حاتم فِي "العلل" ١/ ٧٩ - : حدثنا أبي قَالَ: سُنيد بن داود، قَالَ: حدثنا حجّاج، عن ابن جريج، عن زياد بن سعد، عن ابن شهاب الزهريّ، عن بُسر بن سعيد، عن زينب الثقفيّة، أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قَالَ:"إذا شهدت إحداكنّ العشاء، فلا تمسّ طيباً"، قَالَ أبي: لم يرو هَذَا الْحَدِيث عن ابن شهاب سوى زياد بن سعد، ولا رَوَى عن زياد بن سعد غير ابن جُريج، ولا عن ابن جريج إلا الحجاج، ولا عن حجاج إلا سُنيد، غير أن أبا زرعة حدّثني بعورته، أخبرني أنه ذكر هَذَا الْحَدِيث ليحيى بن معين، فَقَالَ: رأيت هَذَا الْحَدِيث فِي كتاب حجّاج، عن ابن جريج، عن زياد، عن بُسر، ليس فيه "الزهريّ"، قَالَ أبو محمد: وقرأ علينا أبو زرعة هَذَا الْحَدِيث عن سُنيد هكذا، فأملى علينا أبو زرعة، وَقَالَ: أخبرتُ بهذا الْحَدِيث يحيى بن معين، فَقَالَ: كتبته منْ كتاب حجاج، عن ابن جريج، عن زياد بن سعد، عن بُسر بن سعيد، عن زينب الثقفيّة، عن النبيّ -صلى الله عليه وسلم-، ليس فيه "الزهريّ ". انتهى كلام ابن أبي حاتم فِي "العلل".
قَالَ الحافظ بعد الحكاية المذكورة: ويستفاد منْ هَذَا تسمية منْ بلّغ يوسف بن سعيد، عن حجاج، ويوسف كثير الرواية عن حجاج، إلا أنه كَانَ لا يدلّس، ولم يسمع هَذَا منْ حجاج، فكأنه سمعه منْ سُنيد، فاتّهمه. انتهى "النكت".