قَالَ الجامع عفا الله تعالى عنه: سُنيد هَذَا قَالَ عنه فِي "التقريب" سُنيد -بنون، ثم دال، مصغّراً- ابن داود المصّيصّي المحتسب، واسمه حسين، ضعيف، مع إمامته، ومعرفته؛ لكونه كَانَ يُلقّن حجاج بن محمد، شيخه [١٠] مات سنة (٢٢٦) تفرّد به ابن ماجه.
فتبيّن بهذا أن طريق الزهريّ غير صحيحة، بل منكرة؛ لأنه تفرّد بها سُنيد، وهو ضعيف، مع مخالفته لرواية الجماعة. والله تعالى أعلم.
[الثاني]: ذكر الحافظ المزيّ رحمه الله تعالى اختلافا آخر فِي هَذَا الْحَدِيث، فَقَالَ -بعد أن ذكر الاختلافات التي أوردها المصنّف فِي هَذَا الباب-: ما نصّه: رواه يعقوب بن إبراهيم الدورقيّ، عن إسماعيل ابن عُليّة، عن عبد الرحمن بن إسحاق، عن محمد عبد الله بن عمرو بن هشام، عن بُكير بن الأشجّ، عن بسر بن سعيد، عن زيد بن خالد الجُهَنيّ، قَالَ: قَالَ رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "لا تمنعوا إماء الله مساجد الله، وليخرُجن تَفِلات". انتهى. "تحفة الأشراف" ١١/ ٣٢٩.
قَالَ الجامع عفا الله تعالى عنه: حديث زيد بن خالد -رضي الله عنه- هَذَا أخرجه الإمام أحمد فِي "مسنده" ٥/ ١٩٢، فَقَالَ:
٢١١٦٦ - حدثنا إسماعيل، عن عبد الرحمن بن إسحاق، عن محمد بن عبد الله بن عمرو بن هشام، عن بسر بن سعيد، عن زيد بن خالد الجهني، قَالَ: قَالَ رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "لا تمنعوا إماء الله المساجد، وليخرجن تَفِلات".
وأخرجه أيضاً ٥/ ١٩٣ عن ربعيّ بن إبراهيم، عن عبد الرحمن بن إسحاق به.
و"إسماعيل" شيخ أحمد هو ابن عُليّة. و"رِبعيّ" شيخه الثاني: هو أخو إسماعيل ابن علية، أصغر منه، وهو بصريّ ثقة صالح [٩] مات سنة (١٩٧). و"عبد الرحمن بن إسحاق": هو القرشيّ العامريّ، نزيل البصرة، صدوقٌ، رُمي بالقدر [٦].
وأخرجه أيضاً ابن حبّان فِي "صحيحه" ٥/ ٥٨٩ رقم ٢٢١١ منْ طريق مسدّد، عن بشر بن المفضّل، عن عبد الرحمن بن إسحاق به. وَقَالَ الحافظ أبو بكر الْهَيثميّ رحمه الله تعالى فِي "مجمع الزوائد" ٢/ ٣٣: ما حاصله: حديث زيد بن خالد الجُهنيّ -رضي الله عنه- رواه أحمد، والبزّار، والطبرانيّ فِي "الكبير"، وإسناده حسن.
قَالَ الجامع عفا الله تعالى عنه الحاصل أن الْحَدِيث ثابت منْ مسند أبي هريرة، ومن مسند زينب الثقفيّة، كما هو عند مسلم فِي "صحيحه"، وعند المصنّف، وغيرهما، ومن مسند زيد بن خالد الْجُهنيّ، كما فِي "مسند أحمد"، وصححه ابن حبّان. والله تعالى أعلم.