قَالَ الجامع عفا الله تعالى عنه: رجال هَذَا الإسناد كلهم رجال الصحيح، غير شيخه، وهو الجحدريّ البصريّ الثقة [١٠]، وهو منْ أفراده.
وقوله:"مولى عليّ": هَذَا لا ينافي ما سبق فِي السند الماضي منْ أنه مولى ابن عبّاس، وفي السند التالي منْ أنه مولى للعبّاس، إذ كونه مولى للعباس يستلزم أن يكون مولى لأولاده، وأما كونه مولى لعليّ، فلا ينافي أيضًا؛ لاحتمال أن يكون معنى المولى لأحدهما بمعنى الملازمة له، كما هو مشهور فِي "مصطلح الْحَدِيث"، فقد كَانَ يقال لمقسم بن بُجْرة، أو نجدة: مولى ابن عبّاس؛ لملازمته له، وهو مولى عبد الله بن الحارث، كما فِي "التقريب" ص ٣٤٦، ويقال لنافع بن عبّاس، أو عَيّاش، أبي محمد الأقرع المدنيّ: مولى أبي قتادة؛ للزومه إياه، وهو مولى عقيلة الغفاريّة، كما فِي "التقريب" ص ٣٥٥. وهذا معدود فِي "مصلح الْحَدِيث" فِي قسم "المنسوبين إلى خلاف الظاهر"، قَالَ السيوطيّ فِي "ألفية الْحَدِيث":
والحديث صحيح، كما سبق بيانه. والله تعالى أعلم بالصواب، وإليه المرجع والمآب، وهو حسبنا، ونعم الوكيل.
وقوله:(وَوَافَقَهُ أَيُّوبُ، إِلاَّ أَنَّهُ لَمْ يُسَمِّ الْمَوْلَى) يعني أن أيوب بن أبي تميمة وافق عبيد الله بن عمر فِي روايته لهذا الْحَدِيث، فقد رواه عن نافع، عن مولى للعباس، وهو ابن حنين الذي سمّاه عبيد الله، عن عليّ -رضي الله عنه-، كما بيّنه بقوله:
قَالَ الجامع عفا الله تعالى عنه:"الحسين بن منصور بن جعفر النيسابوريّ": هو أبو عليّ السلميّ الثقة الفقيه [١٠] منْ أفراد البخاريّ، والمصنّف. و"حفص بن عبد الرحمن البلخيّ": هو الفقيه النيسابوريّ، قاضيها، صدوقٌ، عابدٌ، ورمي بالإرجاء [٩] منْ أفراد المصنّف، وأخرج له أبو داود فِي "القدر". و"سعيد": هو ابن أبي عروبة. و"أيوب": هو ابن أبي تميمة السختيانيّ.