٦ - (أبو ثعلبة الْخُشَنيّ) -بضمّ الخاء، وفتح الشين المعجمتين، بعدهما نون- صحابيّ مشهور بكنيته، قيل: اسمه جُرثوم، أو جُرثومة، أو جُرْهم، أو لاشر، وقيل: غير ذلك، مات سنة (٧٥) وقيل: قبل ذلك بكثير فِي أول خلافة معاوية بعد الأربعين، وتقدّمت ترجمته ٤/ ٤٢٦٨. والله تعالى أعلم.
شرح الْحَدِيث
(عَنْ أَبِي ثَعْلَبَةَ الْخُشَنِيِّ) رضي الله تعالى عنه (أَنَّ النَّبِيَّ -صلى الله عليه وسلم- أَبْصَرَ فِي يَدِهِ) أي فِي يد أبي ثعلبة -رضي الله عنه- (خَاتَمًا، مِنْ ذَهَبٍ، فَجَعَلَ يَقْرَعُهُ) بفتح أوله، منْ قرع، منْ باب نفع: إذا ضربه (بِقَضِيبٍ) بفتح، فكسر: الغُصن المقطوع، فعِيل بمعنى مفعول، منْ قضبتُ الشيء قَضْباً، منْ باب ضرب، فانقضب: إذا قطعته، فانقطع، واقتضبته مثلُ اقتطعته وزناً ومعنًى. وقوله (مَعَهُ) أي مع النبيّ -صلى الله عليه وسلم-، متعلّق بصفة "قضيب"(فَلَمَّا غَفَلَ النَّبِيُّ -صلى الله عليه وسلم-) أي اشتغل بشغل آخر (أَلْقَاهُ) أي رمى أبو ثعلبة -رضي الله عنه- خاتم الذهب منْ يده؛ مبادرة إلى إزالة ما أنكره النبيّ -صلى الله عليه وسلم- عليه (قَالَ) -صلى الله عليه وسلم- (مَا أُرَانَا) بضمّ الهمزة: أي أظنّنا، أو بفتح الهمزة: أي أعلمنا (إِلاَّ قَدْ أَوْجَعْنَاكَ) أي بالقرع بالقضيب (وَأَغْرَمْنَاكَ) أي بالتسبّب لإلقاء خاتمك. والله تعالى أعلم بالصواب، وإليه المرجع والمآب، وهو المستعان، وعليه التكلان.
قَالَ الجامع عفا الله تعالى عنه: حديث أبي ثعلبة الخُشَنيّ -رضي الله عنه- هَذَا ضعيف؛ لمخالفة النعمان بن راشد ليونس بن يزيد، وهو أثبت فِي الزهريّ منه، كما سيشير إليه المصنّف قريباً.
وَقَدْ صحّح الشيخ الألباني الْحَدِيث، وذكر فِي "أدب الزفاف" له أن عبد الرحمن بن