للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

راشد تابع النعمان بن راشد، عند المحامليّ فِي "الأمالي"، لكن لم أر منْ ترجم عبد الرحمن هَذَا، ففي تصححيه نظر، لا يخفى.

والحديث منْ أفراد المصنّف رحمه الله تعالى، أخرجه هنا -٤٥/ ٥١٩٢ - وفي "الكبرى" ٦١/ ٩٥٠٣. والله تعالى أعلم بالصواب، وإليه المرجع والمآب، وهو حسبنا، ونعم الوكيل.

وقوله: (خَالَفَهُ يُونُسُ، رَوَاهُ عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ أَبِي إِدْرِيسَ، مُرْسَلاً) يعني أن يونس ابن يزيد الأيليّ خالف النعمان بن راشد، فِي رواية هَذَا الْحَدِيث، فرواه عن الزهريّ، عن أبي إدريس الْخَوْلانيّ، عن النبيّ -صلى الله عليه وسلم-، مرسلاً، كما بينه بقوله:

٥١٩٣ - (أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَمْرِو بْنِ السَّرْحِ، قَالَ: حَدَّثَنَا ابْنُ وَهْبٍ، قَالَ: أَخْبَرَنِي يُونُسُ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، قَالَ: أَخْبَرَنِي أَبُو إِدْرِيسَ الْخَوْلَانِيُّ، أَنَّ رَجُلاً مِمَّنْ أَدْرَكَ النَّبِيَّ -صلى الله عليه وسلم-، لَبِسَ خَاتَمًا مِنْ ذَهَبٍ، نَحْوَهُ.

قَالَ أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ: وَحَدِيثُ يُونُسَ أَوْلَى بِالصَّوَابِ مِنْ حَدِيثِ النُّعْمَانِ).

قَالَ الجامع عفا الله تعالى عنه: "أبو إدريس الْخَوْلَانِيُّ": هو عائذ الله بن عبد الله، وُلد عام حُنين، وسمع منْ كبار الصحابة، وكان أعلم أهل الشام بعد أبي الدرداء -رضي الله عنه-.

والحديث مرسلٌ؛ لأن أبا إدريس لم يدرك القصّة، وهو منْ أفراد المصنّف رحمه الله تعالى، أخرجه هنا -٤٥/ ٥١٩٣ - وفي "الكبرى" ٦١/ ٩٥٠٤. والله تعالى أعلم بالصواب، وإليه المرجع والمآب، وهو حسبنا، ونعم الوكيل.

وقوله: (قَالَ أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ) أي النسائيّ (وَحَدِيثُ يُونُسَ) بن يزيد، يعني هذه الرواية (أَوْلَى بِالصَّوَابِ مِنْ حَدِيثِ النُّعْمَانِ) بن راشد، وإنما رجّح المصنّف رحمه الله تعالى رواية يونس، مع أنها مرسلة، عَلَى رواية النعمان؛ لأن يونس أوثق، وأثبت فِي الزهريّ منه، فقد تكلّم النَّاس فيه، فضعّفه ابن معين فِي رواية، وأبو داود، والنسائيّ، وَقَالَ: ضعيف كثير الغلط، وَقَالَ أيضاً: أحاديثه مقلوبة، وَقَالَ أحمد: مضطرب الْحَدِيث، رَوَى أحاديث مناكير، وَقَالَ البخاريّ، وأبو حاتم: فِي حديثه وَهَمٌ كثير، وهو فِي الأصل صدوقٌ، وَقَالَ العقيليّ: ليس بالقويّ، تعرف فيه الضعف، وَقَالَ ابن معين مرةً: ضعيف، مضطرب الْحَدِيث، وَقَالَ مرة: ثقة. وَقَالَ ابن عديّ: احتمله النَّاس، راجع ترجمته فِي "تهذيب التهذيب" ٤/ ٢٣٠ - ٢٣١.

وأيضًا فقد تابع يونسَ الأوزاعيّ، وإبراهيم بن سعد الزهريّ، كما سيأتي فِي