للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

رَوَى عن سالم بن عبد الله بن عمر، وروى عنه نافع بن عمر الْجُمَحيّ. تفرّد به المصنّف بهذا الْحَدِيث فقط، كرّره فِي هَذَا الباب ثلاث مرّات.

٥ - (سالم) بن عبد الله بن عمر العدويّ المدنيّ، ثقة ثبت فقيه [٣] ٢٣/ ٤٩٠.

٦ - (أبوه) عبد الله بن عمر بن الخطّاب رضي الله تعالى عنهما ١٢/ ١٢. والله تعالى أعلم.

شرح الْحَدِيث

(عَنْ أَبِي بَكْرِ بْنِ أَبِي شَيْخٍ) هو بُكير بن موسى الآتي بعد الْحَدِيث التالي، أنه (قَالَ: كُنْتُ جَالِسًا مَعَ سَالِمٍ) أي ابن عبد الله (فَمَرَّ بِنَا رَكْبٌ) بفتح، فسكون: جمع راكب، كصحب وصاحب، ويُجمع أيضًا عَلَى رُكبان (لأُمِّ الْبَنِينَ) وفي نسخة: "لأم القيس"، ولم يتبيّن لي المراد منه (مَعَهُمْ أَجْرَاسٌ) بفتح الهمزة: جمع جرس بفتحتين، وهو ما يُعلّق بعنق الدابّة، أو برجل البازي، والصبيان.

وَقَالَ القرطبيّ رحمه الله تعالى: الجرس: ما يُعلّق فِي أعناق الإبل مما له صلصة، والذي يُضرب به، وهو بفتح الراء، وأما الجَرْس -أي بفتح، فسكون-: فهو الصوت الخفيّ، يقال: بفتح الجيم، وكسرها. انتهى "المفهم" ٥/ ٤٣٤.

وَقَالَ النوويّ رحمه الله تعالى: الجرس بفتح الراء، وهو معروفٌ، هكذا ضبطه الجمهور، ونقل القاضي أن هذه رواية الأكثرين، قَالَ: وضبطناه عن أبي بحر بإسكان، وهو اسم للصوت، فأصل الجرْس بالإسكان: الصوت الخفي. انتهى "شرح مسلم" ١٤/ ٩٤ - ٩٥.

(فَحَدَّثَ نَافِعًا) الظاهر أنه مولى ابن عمر، ويبعد أن يكون نافع بن عمر الراوي عن أبي بكر. (سَالِمٌ) بالرفع فاعل مؤخر (عَنْ أَبِيهِ) عبد الله بن عمر بن الخطّاب رضي الله تعالى عنهما (أَنَّ النَّبِيَّ -صلى الله عليه وسلم- قَالَ: "لَا تَصْحَبُ الْمَلَائِكَةُ) قَالَ النوويّ: المراد بالملائكة ملائكة الرحمة، والاستغفار، لا الحفظة. انتهى (رَكْبًا) أي جماعة (مَعَهُمْ جُلْجُلٌ) تقدّم أول الباب ضبطه، ومعناه، قيل: إنما كرهه؛ لأنه يدلّ عَلَى أصحابه بصوته، وكان -صلى الله عليه وسلم- يحبّ أن لا يعلم العدوّ به، حَتَّى يأتيهم فَجْأَةً، وقيل: غير ذلك.

قَالَ القرطبيّ رحمه الله تعالى: وفيه ما يدلّ عَلَى كراهة اتخاذ الأجراس فِي الأسفار، وهو قول مالك، وغيره. قَالَ: وينبغي أن لا تُقصر الكراهة عَلَى الأسفار، بل هي مكروهة فِي الحضر أيضًا، بدليل قوله -صلى الله عليه وسلم-: "الجرس مزامير الشيطان"، رواه مسلم. ومزامير الشيطان مكروهة سفرًا وحضرًا، ثم هَذَا يعمّ الكبير، والصغير منها، وَقَدْ فرّق بعض الشاميين، فأجازوا الصغير، ومنعوا الكبير، ووجه الفرق أن الكبير به يقع