التشويش عَلَى النَّاس، وبه تحصل المشابهة بالنصارى، فإنهم يستعملون النواقيس فِي سفرهم، وحضرهم. انتهى "المفهم" ٥/ ٤٣٥.
وَقَالَ النوويّ رحمه الله تعالى: وأما الجرَسُ، فقيل: سبب منافرة الملائكة له أنه شبيه بالنواقيس، أو لأنه منْ المعاليق المنهيّ عنها. وقيل: سببه كراهة صوتها، ويؤيده رواية:"مزامير الشيطان"، وهذا الذي ذكرناه منْ كراهة الجرس عَلَى الإطلاق، هو مذهبنا، ومذهب مالك، وآخرين، وهي كراهة تنزيه. وَقَالَ جماعة منْ متقدّمي علماء الشام: يكره الجرس الكبير، دون الصغير. انتهى "شرح مسلم" ١٤/ ٩٥.
(كَمْ) استفهامية، والاستفهام إنكاريّ (تَرَى) بالبناء للفاعل (مَعَ هَؤُلَاءِ مِنَ الْجُلْجُلِ؟) الظاهر أن هَذَا الكلام ذكره لتأكيد الإنكار عليهم، فكأنه يقول: إذا كانت الملائكة لا تصحب ركبًا معهم جلجلٌ واحد، فما بالك بأكثر منه، وهؤلاء معهم أكثر منْ واحد. والله تعالى أعلم بالصواب، وإليه المرجع والمآب، وهو المستعان، وعليه التكلان.
قَالَ الجامع عفا الله تعالى عنه: حديث ابن عمر رضي الله تعالى عنهما هَذَا صحيح.
[فإن قلت]: كيف يصحّ، وفي إسناده أبو بكر بن أبي شيخ، وهو مجهول؛ لأنه لم يرو عنه غير نافع بن عمر الجمحيّ، ولم يوثّقه أحد؟.
[قلت]: إنما صحّ لشواهده، فقد جاء منْ حديث أبي هريرة -رضي الله عنه-، مرفوعًا، أخرجه مسلم ٢١١٣، ومن حديث أم سلمة رضي الله تعالى عنها مرفوعا أيضاً الآتي فِي هَذَا الباب، ومن حديث أم حبيبة رضي الله تعالى عنها مرفوعا أيضًا عند أحمد ٦/ ٣٢٦، وأبي داود ٢٥٥٤، وغيرهما، والحاصل أن الْحَدِيث صحيح؛ لما ذكر.
وهو منْ أفراد المصنّف رحمه الله تعالى، أخرجه هنا -٥٤/ ٥٢٢١ و٥٢٢٢ و٥٢٢٣ - وفي "الكبرى" ٧٤/ ٩٥٥٣ و٩٥٥٤ و٩٥٥٥. والله تعالى أعلم بالصواب، وإليه المرجع والمآب، وهو حسبنا، ونعم الوكيل.
قَالَ الجامع عفا الله تعالى عنه:"عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ سَلاَّمٍ -بتشديد اللام-": هو أبو القاسم، مولى بني هاشم، البغداديّ، ثم الطَّرَسُوسي، لا بأس به [١١] ١٧٢/ ١١٤١ منْ أفراد المصنّف.