رَوَى له البخاريّ فِي "الأدب المفرد"، ومسلم، وأبو داود، والمصنّف، وابن ماجه، وله فِي "صحيح مسلم" حديث واحد، عن عبد الله بن جعفر بن أبي طالب، فِي إردافه خلفه، وإسراره إليه.
[تنبيه]: سقط "الحسن بن سعد" منْ هَذَا الإسناد فِي جميع نسخ "المجتبى" التي بين يديّ، والصواب إثباته، كما فِي "الكبرى" ٥/ ٤٠٧ رقم ٩٢٩٥ و"تحفة الأشراف" ٤/ ٢٩٩ - ٣٠٠ وثبت أيضًا عند أبي داود رقم ٤١٨٦، فتنبّه.
٦ - (عبد الله بن جعفر) بن أبي طالب الهاشميّ، أحد الأجواد المشهورين، الصحابيّ ابن الصحابيّ رضي الله تعالى عنهما، ولد بأرض الحبشة، ومات سنة (٨٠) وهو ابن (٨٠) سنة، تقدّم فِي ٢٥/ ١٢٤٨. والله تعالى أعلم.
لطائف هَذَا الإسناد:
(منها): أنه منْ سداسيات المصنّف رحمه الله تعالى. (ومنها): أن رجاله كلهم رجال الصحيح. (ومنها): أن صحابيه منْ المشهورين بالجود، -رضي الله عنه-. والله تعالى أعلم.
شرح الْحَدِيث
(عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ جَعْفَرٍ) بن أبي طالب رضي الله تعالى عنهما، أنه (قَالَ: أَمْهَلَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم-، آلَ جَعْفَرٍ) أي تركهم يبكون عليه حين جاءهم خبر استشهاد -رضي الله عنه- فِي غزوة مؤتة (ثَلَاثَةً) أي ثلاثة أيام، وفي رواية أبي داود:"ثلاثًا": أي ثلاث ليالٍ، وهو ظرف لـ "أمهل"(أَنْ يَأْتِيَهُمْ) فِي تأويل المصدر مجرور بحرف جرّ مقدّر قياساً: أي فِي إتيانه إليهم (ثُمَّ أَتَاهُمْ) أي بعد الثلاث (فَقَالَ: "لَا تَبْكُوا عَلَى أَخِي) يعني جعفراً -رضي الله عنه-، فإنه أخ للنبيّ -صلى الله عليه وسلم- رضاعاً، أرضعتهما ثويبة مولاة أبي لهب (بَعْدَ الْيَوْمِ) أي بعد الثالث منْ مجيء خبر استشهاده (ثُمَّ قَالَ) -صلى الله عليه وسلم- (ادْعُوا إِلَيَّ بَنِي أَخِي) أي بني جعفر، وذكر فِي "الإصابة" ١٢/ ١١٦ أن أسماء بنت عُميس هاجرت مع جعفر رضي الله تعالى عنهما إلى الحبشة، فولدت له هناك عبد الله، ومحمداً، وعونًا -رضي الله عنهم-. انتهى (فَجِيءَ بِنَا كَأَنَّا أَفْرُخٌ) بفتح الهمزة، وسكون الفاء، وضمّ الراء: جمع فَرْخ بفتح، فسكون: وهو ولد الطير. وفي نسخة "كأنّا أفراخ"، قَالَ فِي "المصباح": الفرْخُ منْ كلّ بائض، كالولد منْ الإنسان، والجمع أفرُخٌ، وأفراخٌ، وفِرَاخٌ، وفُرُوخٌ، وفِرْخانٌ. انتهى.