(منها): أنه منْ سداسيات المصنّف رحمه الله تعالى. (ومنها): أن رجاله كلهم رجال الصحيح. (ومنها): أن فيه رواية تابعيّ عن تابعيّ. (ومنها): أن فيه جابراً -رضي الله عنه- منْ المكثرين السبعة، رَوَى (١٥٤٠) حديثًا. والله تعالى أعلم.
شرح الْحَدِيث
(عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ) رضي الله تعالى عنهما (أَنَّهُ قَالَ: أَتَانَا النَّبِيُّ -صلى الله عليه وسلم-، فَرَأَى رَجُلاً ثَائِرَ الرَّأْسِ) أي منتشر شعر رأسه، منْ قلّة دهنه، وفي رواية أبي داود:"فرأى رجلاً شَعِثاً، قد تفرّق شعره"(فَقَالَ) -صلى الله عليه وسلم- (أَمَا) الهمزة للاستفهام، و"ما" نافية: أي ألم يكن (يَجِدُ هَذَا) الرجل الثاثر الرأس (مَا يُسَكِّنُ) بتشديد الكاف، منْ التسكين (بِهِ شَعْرَهُ) أي يلُمّ به شعثه، ويجمع به متفرّقه، فعبّر بالتسكين عنه.
زاد فِي رواية أبي داود:"ورأى رجلاً، وعليه ثياب وَسِخَةٌ، فَقَالَ: أما كَانَ هَذَا يجد ما يغسل به ثوبه". والله تعالى أعلم بالصواب، وإليه المرجع والمآب، وهو المستعان، وعليه التكلان.
مسائل تتعلّق بهذا الْحَدِيث:
(المسألة الأولى): فِي درجته:
حديث جابر بن عبد الله رضي الله تعالى عنهما هَذَا صحيح.
(المسألة الثانية): فِي بيان مواضع ذكر المصنّف له، وفيمن أخرجه معه:
أخرجه هنا -٦٠/ ٥٢٣٨ - وفي "الكبرى" ١٠/ ٩٣١٢. وأخرجه (د) فِي "اللباس" ٤٠٦٢ (أحمد) فِي "باقي مسند المكثرين" ١٤٤٣٦. والله تعالى أعلم.
(المسألة الثالثة): فِي فوائده:
(منها): ما ترجم له المصنّف رحمه الله تعالى، وهو استحباب تسكين الشعر بدهنه، وتسريحه. (ومنها): استحباب تنظيف الشعر، بالغسل، والترجيل بالزيت، ونحوه. (ومنها): طلب النظافة منْ الأوساخ الظاهرة عَلَى الثوب، والبدن. قَالَ الشافعيّ رحمه الله تعالى: منْ نظُف ثوبه قَلّ همّه. والله تعالى أعلم بالصواب، وإليه المرجع والمآب، وهو حسبنا، ونعم الوكيل.