للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

رجال هَذَا الإسناد: خمسة:

١ - (عمرو بن عليّ) الفلّاس الصيرفيّ، أبو حفص البصريّ، ثقة ثبت [١٠] ٤/ ٤.

٢ - (عمر بن عليّ بن مُقَدَّم) هو عمر بن عليّ بن عطاء بن مقدّم -بوزن محمّد- البصريّ، واسطيّ الأصل، ثقة، إلا أنه شديد التدليس [٨] ٣٦/ ٣٤٩٤.

٣ - (يحيى بن سعيد) بن قيس الأنصاريّ القاضي، أبو سعيد المدنيّ، ثقة ثبت [٥] ٢٢/ ٢٣.

٤ - (محمد بن المنكدر) المذكور فِي السند الماضي.

٥ - (أبو قتادة) الحارث بن رِبْعيّ بن بُلْدُمة، وقيل: غير ذلك الأنصاريّ السَّلَميّ الصحابيّ المشهور، شهد أُحُداً، وما بعدها، ولم يصحّ شهوده بدراً، ومات -رضي الله عنه- سنة (٥٤ هـ) وقيل سنة (٣٨ هـ) والأول أصحّ، وأشهر، تقدّم فِي ٢٣/ ٢٤. والله تعالى أعلم.

شرح الْحَدِيث

(عَنْ أَبِي قَتَادَةَ) الأنصاريّ رضي الله تعالى عنه، أنه (قَالَ: كَانَتْ لَهُ) فيه التفات، ولفظ "الكبرى": عن أبي قتادة، قَالَ: كانت لي جمّة الخ" وهو الظاهر (جُمَّةٌ) بضم الجيم، وتشديد الميم: هو ما سقط عَلَى المنكبين. قاله فِي "النهاية"، وفي "المصباح": "الجمّة منْ الإنسان: مُجتمع شعر ناصيته، يقال: هي التي تبلغ المنكبين، والجمع جُمم، مثلُ غرفة وغُرَف. انتهى (ضَخْمَةٌ) بفتح، فسكون: أي عظيمة، يقال: ضخُم الشيءُ بالضمّ ضِخَماً، وزان عِنَب، وضَخامة: عظُم، فهو ضخمٌ، والجمع ضخام، مثل سهم وسهام، وامرأة ضخمةٌ، والجمع ضَخْمات بالسكون. قاله الفيّوميّ (فَسَأَلَ النَّبِيَّ -صلى الله عليه وسلم-) أي عن الإحسان إليها (فَأَمَرَهُ) -صلى الله عليه وسلم- (أَنْ يُحْسِنَ إِلَيْهَا) بضمّ أوله، منْ الإحسان: أي يُحسن إلى تلك الجمّة بإصلاحها بالغسل، والتنظيف، والادّهان، وقوله: (وَأَنْ يَتَرَجَّلَ كُلَّ يَوْمٍ) منْ عطف الخاصّ عَلَى العامّ؛ لأن الترجّل، وهو التسرّح نوع منْ أنواع الإحسان إلى الجمة.

قَالَ السنديّ رحمه الله تعالى: ولعلّ هَذَا مخصوص به، وإلا فقد جاء عنه النهي، أو لأن النهي مخصوص بمن لا يحتاج شعره إلى الترجّل كلّ يوم، وهذا كَانَ شعره محتاجًا إلى ذلك؛ لكثرته، وطوله، والأقرب أن المراد بكلّ يوم أي أيَّ يوم كَانَ، فالمراد بيان أن الترجّل لا يختصّ بيوم دون يوم، بل كلُّ يوم فِي جوازه سواء، وإن كَانَ الإفراط فيه لا ينبغي، بل التوسّط هو المطلوب، وعلى هَذَا المعنى لو جُعل "كلّ يوم" متعلقاً بمقدّر، هو خبرٌ محذوفٌ: أي وذلك جائز كلّ يوم، كَانَ أحسن، وكلُّ ذلك، وإن كَانَ