عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم-، كَانَ يَسْدُلُ شَعْرَهُ، وَكَانَ الْمُشْرِكُونَ يَفْرُقُونَ شُعُورَهُمْ، وَكَانَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم-، يُحِبُّ مُوَافَقَةَ أَهْلِ الْكِتَابِ، فِيمَا لَمْ يُؤْمَرْ فِيهِ بِشَيْءٍ، ثُمَّ فَرَقَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- بَعْدَ ذَلِكَ).
رجال هَذَا الإسناد: ستة:
١ - (محمد بن سلمة) المراديّ الْجَمَليّ، أبو الحارث المصريّ الثقة الثبت [١١] ١٩/ ٢٠.
٢ - (ابن وهب) هو عبد الله المصريّ الفقيه، ثقة حافظ عابد [٩] ٩/ ٩.
٣ - (يونس) بن يزيد الأمويّ مولاهم، أبو يزيد الأيليّ، ثقة [٧] ٩/ ٩.
٤ - (الزهريّ) محمد بن مسلم الإمام الحجة الثبت الفقيه [٤] ١/ ١.
٥ - (عبيد الله بن عبد الله) بن عتبة بن مسعود الهذليّ، أبو عبد الله المدنيّ الفقيه، ثقة ثبت [٣] ٤٥/ ٥٦.
٦ - (ابن عبّاس) عبد الله البحر رضي الله تعالى عنهما ٢٧/ ٣١. والله تعالى أعلم.
لطائف هَذَا الإسناد:
(منها): أنه منْ سداسيات المصنّف رحمه الله تعالى. (ومنها): أن رجاله كلهم رجال الصحيح. (ومنها): أن نصفه الأول مسلسل بالمصريين، ويونس نزل مصر أيضًا، والثاني بالمدنيين. (ومنها): أن فيه رواية تابعيّ عن تابعيّ. (ومنها): أن فيه أحد الفقهاء السبعة، وهو عبيد الله. (ومنها): أن صحابيه يُلقّب حبر الأمة وبحرها وترجمان القرآن، وهو أحد العبادلة الأربعة، والمكثرين السبعة، رَوَى (١٦٩٦) حديثًا. والله تعالى أعلم.
شرح الْحَدِيث
(عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ) رضي الله تعالى عنهما، قَالَ فِي "الفتح": كذا وصله إبراهيم بن سعد، ويونس، وتقدّم -أي عند البخاريّ- فِي "الهجرة، وغيرها، واختُلف عَلَى معمر فِي وصله وإرساله، قَالَ عبد الرزاق فِي "مصنفه": أنبأنا معمر، عن الزهريّ، عن عبيد الله: "لَمّا قَدِم رسول الله -صلى الله عليه وسلم- المدينة … " فذكره مرسلا، وكذا أرسله مالك، حيث أخرجه فِي "الموطإ" عن زياد بن سعد، عن الزهريّ، ولم يذكر منْ فوقه. انتهى.
وَقَالَ المصنّف فِي "الكبرى" ٥/ ٤١٣ - ٤١٤ بعد إخراجه منْ هَذَا الوجه: ما نصّه: أرسله مالك.
٩٣٣٥ - الحارث بن مسكين، قراءةً عليه، وأنا أسمع، عن ابن القاسم، عن مالك،